الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم رواية الإسرائيليات والاستشهاد بها في كتب التفسير

السؤال

لماذا يستخدم بعض الشيوخ القصص الإسرائيلية في تفسير بعض آيات القرآن الكريم، مع العلم أن المفروض أن التوراة عندهم محرفة كاستخدامهم لقصة السيدة بلقيس ملكة سبأ، وأن سيدنا سليمان رأى في رجلها شعرا، أو أن الجن قالوا له إن رجلها رجل حمار وأراد أن يتأكد من ذلك، وكان ذلك في تفسيرهم لسورة النمل، وكذلك قصة النعجة لسيدنا داود التي أشاروا أنه أراد أن يتزوج من امرأة ليصبح لديه 100 امرأة بدلا من 99، وكانت تلك المرأة متزوجة فقال لزوجها اتركها لي، أو في روايات أخرى ظل يرسل زوجها إلى الحروب حتى قتل، فتزوجها وأرسل الله له الملكين كي ينتبه إلى أخطائه، وذلك في تفسير سور صّ، وقد أشار الشيخ الشعراوي إلى أن تلك القصص من روايات إسرائيلية، ومع ذلك قرأت بعض تلك القصص في تفسير آيات قرآنية لبعض العلماء، فكيف يؤكدون ما قاله الإسرائيليون مع أن تلك القصص حتى لو كنا لم نعلم أنها من قصص إسرائيلية، فبالعقل لا يصح قول مثل القصص على الأنبياء وهي غير مقنعة؟ وكيف يفعلها من اختارهم الله لينيروا طريق الناس بعبادة الله؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالإسرائيليات على ثلاثة أقسام:
الأول: ما يوافق القرآن، فهذا نصدقه ونحدث به.
الثاني: ما يكذبه القرآن، فهذا يجب علينا تكذيبه.
الثالث: أخبار لم يكذبها القرآن ولم يصدقها، فهذه نحدث بها على جهة الاستئناس بها، مع عدم تصديقها أو تكذيبها، بل نقول: آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم، ويدل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج. رواه البخاري وغيره.
ومن هذا المنطلق أورد كثير من المفسرين الإسرائيليات في كتبهم باعتبارها من القسم المأذون فيه، إلا أن بعضهم قد توسع في ذلك، فأدخل ما لا تليق نسبته إلى الله عز وجل أو إلى أنبيائه، ولذلك تصدى للتحذير من ذلك الثقات الأثبات من أهل العلم أمثال الحافظ ابن كثير وغيره ممن يسيرون على خطى السلف الصالح في التحقيق والتثبت، فعلى سبيل المثال يقول فضيلة الشيخ السعدي عقب ذكر قصة سليمان مع بلقيس: فهذا ما قصه الله علينا من قصة ملكة سبأ وما جرى لها مع سليمان، وما عدا ذلك من الفروع المولدة والقصص الإسرائيلية، فإنه لا يتعلق بالتفسير لكلام الله وهو من الأمور التي يقف الجزم بها على الدليل المعلوم عن المعصوم، والمنقولات في هذا الباب كلها أو أكثرها ليس كذلك، فالحزم كل الحزم، الإعراض عنها وعدم إدخالها في التفاسير. اهـ

وانظر ما قاله فضيلة الشيخ الشنقيطي بشأن قصة داود ـ عليه السلام ـ في الفتوى رقم: 45724.

وراجع بشأن الكتب السالمة من الإسرائيليات والكتب التي نبهت على ذلك الفتويين رقم: 66635، ورقم: 179385.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني