الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

إن بعض المشككين في الدين يقولون: إن صفة العدل في الله غير موجودة في طريقة رزق الله، والهداية للناس، وذلك أن بعض الناس يبحثون عن الحق في الإسلام، ويدرسون الإسلام دراسة عميقة، ويحبونها، لكن قلوبهم لا تهتدي، وهم أصحاب أخلاق حسنة!
الشبهة الثانية هي: أن بعض الناس من الرجال يولدون وفيهم نقص رجولة؛ مما يؤديهم لارتكاب اللواط - والعياذ بالله - وأن بعض النساء يولدن وفيهن بعض علامات الرجولة في الجسد، أو غيره، فكيف نرد على هذه الشبهات؟ أرجو منكم المساعدة - جزاكم الله خير الجزاء - .

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ذكره السائل من وجود من يدرس الإسلام دراسة عميقة ويحبه، ولكن لا يهتدي قلبه، إنما هو مجرد افتراض.

وعلى فرض وقوعه، فلماذا لا يقال: إن من يعرف حقيقة الإسلام عن قناعة، ثم لا يؤمن به، متبعٌ لهواه، مستحقٌ للعقوبة، كما قال تعالى: وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ [الأنعام: 110] وقال عز وجل: فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [الصف: 5]؟ وراجع للفائدة الفتوى رقم: 137997.

وعلى أية حال: فالهداية والإضلال بيد الله، وهو سبحانه أعلم بما يستحقه كل إنسان، قال الشيخ حافظ حكمي في معارج القبول: الهداية والإضلال بيد الله، يهدي من يشاء بفضله ورحمته، ويضل من يشاء بعدله وحكمته، وهو أعلم بمواقع فضله وعدله {هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى} [النجم: 30] وله في ذلك الحكمة البالغة، والحجة الدامغة، وأن الثواب والعقاب مترتب على الشرع فعلًا وتركًا، لا على القدر. اهـ.

وقد سبق لنا تفصيل ذلك، وبيان صفات من يهديهم الله تعالى، ومن لا يهديهم، وذلك في الفتوى رقم: 150809.

ولمزيد الفائدة عن هذا الموضوع يمكن الاطلاع على الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 160311، 153849، 226675.

وأما الشبهة الثانية: فراجع في جوابها الفتوى رقم: 155433 وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني