الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستمرار في الدعاء أولى أم ترديد الأذان الأول لصلاة الصبح

السؤال

جزاكم الله خيرا على كل التوضيحات والإفادات، أنا ـ والحمد لله ـ أصلي قيام الليل وأستغفر الله عز وجل وأدعو بما تيسر، ثم أصلي ركعة الوتر وأنتظر صلاة الفجر، وفي المدينة التي أعيش فيها يؤذن مرتين، ففي الأذان الأول يقول المؤذن: الصلاة خير من النوم ـ أما في الأذان الثاني فلا يقولها، وأنا أصلي بعد الأذان الثاني، فهل ما أفعله هو الصواب؟ وفي بعض الأحيان أكون بصدد الدعاء فيدركني الأذان الأول فلا أدري هل يجب أن أتوقف عن الدعاء حتى ينتهي الأذان ثم أنهيه؟ أم أواصل الدعاء ولا حرج في ذلك؟ وهل تصح صلاة ركعة الوتر بعد الأذان الأول؟ وأخيرا هل الدعاء: باللهم سخر لي زوجي، أو اللهم أطفئ غضبه بلا إله إلا الله، واستجلب محبته بلا حول ولا قوة إلا بالله ـ فيه إثم ولا ينبغي الدعاء به؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أحسنت في قيامك بالليل ودعائك واستغفارك بالأسحار، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك للثبات على طاعته، وأن يعيننا على حسن عبادته، ولمزيد الفائدة عن قيام الليل والتهجد راجعي الفتاوى التالية أرقامها: 55749، 186561، 224134.

وراجعي بشأن التثويب الفتوى رقم: 24503.

والظاهر من سؤالك أن الأذان الأول في مدينتك يؤذن قبل دخول الفجر الصادق، لأن هناك أذانا آخر بعد دخول الوقت وعلى ذلك، فإن الأحكام المتعلقة بالصلاة والصوم وغير ذلك إنما تترتب على الأذان الثاني، وأما الأذان الأول: فإنما هو للتنبيه والاستعداد ليس أكثر، لما في صحيح البخاري وغيره: لا يمنعن أحدكم أذان بلال من سحوره، فإنه يؤذن، ليرجع قائمكم، ولينبه نائمكم.

ومن ثم، فلا حرج عليك في أداء الوتر بعد الأذان الأول، وانظري الفتوى رقم: 132287.

أما صلاة الفجر: فلا تجوز قبل الأذان الثاني، حيث لم يطلع الفجر الصادق بعد، وانظري الفتوى رقم: 65924.

ومادمت في الصلاة فأنت في شغل، ولا يستحب لك إجابة المؤذن عند جمهور العلماء، فاستمري في الدعاء وغيره من أقوال وأفعال الصلاة، وانظري الفتوى رقم: 41899.

وإن كنت تقصدين الدعاء خارج الصلاة، فالأولى متابعة المؤذن، وراجعي لمزيد فائدة الفتوى رقم: 132380.

ولا نرى حرجا في الدعاء المذكور من حيث الأصل، وانظري لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 107464.

مع الأخذ في الاعتبار أن دعاء: اللهم سخر لي زوجي ـ إنما يسوغ إن قصدت به معنى صحيحا كأن يكون محبا لك أو يعاشرك بالمعروف ونحو ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني