الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من حلف بالطلاق ألا يزوج ابنته من رجل لسبب ثم تبين انتفاء السبب

السؤال

أخطأت في السؤال عن شاب تقدم لابنتي، وهي تريده بشدة، فعرفت أن عائلته ليست من أصول جيدة، فحلفت بالطلاق أنها لن تتزوجه، والآن عرفت أنني أخطأت في سؤالي عنه، وعرفت أن الرجل من عائلة جيدة، وأصوله جيدة، فماذا أفعل بالنسبة لحلفي، خصوصًا أن ابنتي لا ترغب في شخص غيره؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت حلفت بالطلاق ألا تزوج ابنتك من هذا الرجل لسبب تبين لك بعد ذلك انتفاؤه، فقد اختلف أهل العلم في حصول الحنث بفعل ما حلفت على تركه في هذه الحال، وقد ذهب بعض المحققين من العلماء إلى عدم الحنث، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:.. قَدْ يَفْعَلُ الْمَحْلُوفَ عَلَيْهِ نَاسِيًا، أَوْ مُتَأَوِّلًا، أَوْ يَكُونُ قَدْ امْتَنَعَ لِسَبَبٍ، وَزَالَ ذَلِكَ السَّبَبُ، أَوْ حَلَفَ يَعْتَقِدُهُ بِصِفَةٍ فَتَبَيَّنَ بِخِلَافِهَا، فَهَذِهِ الْأَقْسَامُ لَا يَقَعُ بِهَا الطَّلَاقُ عَلَى الْأَقْوَى.

فعلى هذا القول لا يلزمك شيء بتزويج ابنتك من هذا الرجل، حيث بان لك انتفاء السبب الذي حلفت لأجله، وننصحك بالبعد عن الحلف بالطلاق، فإنه من أيمان الفساق، وقد يترتب عليه ما لا تحمد عقباه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني