الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية نصح الأب للمحافظة على الصلاة وستر العورة وعدم مشاهدة المسلسلات

السؤال

أبي فيه خير كثير، ومشكلته الكبرى أنه يفرط في الصلاة كثيرًا، والصلاة التي يصليها دائمًا في المنزل هي صلاة الفجر، وفي بعض الأوقات يصليها بعد شروق الشمس، وأبي ـ أعزكم الله ـ يرتدي أمامنا الملابس الداخلية في المنزل، وعندما يريد أن يصلي يرتدي فوقها جلبابًا فقط، والجلباب يكون شفافًا، وعندما هممت أن أنصحه وجدته قد دخل الصلاة، فهل يجب أن أخبره بعد الصلاة أن يعيدها مرة أخرى؟ وكيف أستطيع أن أنصحه ـ بارك الله فيكم ـ فهو يشاهد الأفلام والمسلسلات، وهذه أشياء تعمي القلوب؟ وماذا أفعل معه؟ وأسألكم الدعاء لنا بالهداية، والمغفرة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالصلاة أعظم أمور الدين بعد الإيمان، وتأخير الصلاة المفروضة بغير عذر حتى يخرج وقتها كبيرة من الكبائر، وانظري الفتوى رقم: 17417.

فالواجب عليك نصح والدك بالمحافظة على الصلوات في أوقاتها، ومما يعينه على ذلك، أن يحافظ على أدائها جماعة في المسجد، ولا سيما صلاة الفجر، ولمعرفة بعض الأمور المعينة على ذلك، راجعي الفتويين رقم: 2444، ورقم: 23962.

واعلمي أنّ عورة الرجل عند جمهور العلماء ما بين السرة والركبة، فالواجب على أبيك أن يلبس ما يستر عورته، وراجعي الفتوى رقم: 110601.

وأما بخصوص الصلاة: فإن كان لباسه الداخلي لا يستر ما بين السرة إلى الركبة، وكان الثوب الذي يلبسه شفافًا بحيث يظهر لون البشرة فهو غير ساتر، والصلاة به غير صحيحة.

أما إذا لم يكن يظهر لون البشرة: فلا تبطل الصلاة فيه، قال ابن قدامة -رحمه الله-: والواجب الستر بما يستر لون البشرة، فإن كان خفيفًا يبين لون الجلد من ورائه، فيعلم بياضه أو حمرته، لم تجز الصلاة فيه؛ لأن الستر لا يحصل بذلك، وإن كان يستر لونها، ويصف الخلقة، جازت الصلاة؛ لأن هذا لا يمكن التحرز منه، وإن كان الساتر صفيقًا.

وبخصوص مشاهدة المسلسلات والأفلام المشتملة على ما يخالف الشرع، راجعي الفتوى رقم: 1791.

فبيني ذلك لأبيك، وأطلعيه على كلام أهل العلم في بيان مفاسد هذه المسلسلات، والأفلام، وتحريم مشاهدتها.

وحبذا لو استطعت أن ترغبيه في سماع بعض الدروس والمواعظ المؤثرة لبعض الدعاة الصالحين.

واعلمي أنّ الإنكار على الأب يكون برفق، وأدب، دون إغلاظ، أو إساءة، وانظري الفتوى رقم: 134356.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني