الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج من امرأة يرفضها الأهل بسبب السن والقبيلة

السؤال

ما حكم الزواج من فتاة أرملة تكبرني بسبع سنوات، وعمري 28 سنة بدون وجود أهلي، ولم يسبق لي الزواج من قبل، لكن أجد فيها كل مواصفات زوجتي المستقبلية وأخلاق ودين. أهلي رفضوا الزواج منها لأن عاداتنا لا تسمح بالزواج من خارج القبيلة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت تقصد والديك بقولك: أهلي رفضوا الزواج منها... فالجواب أن أهل العلم قد نصوا على وجوب طاعة الوالدين في ترك الزواج من فتاة معينة ، إلا إذا خشيت على نفسك الوقوع معها في أمر محرم إن لم تتزوجها. وينظر تقرير كلام أهل العلم في الفتوى رقم : 93194، للأهمية.

وأما فارق السنّ وعدم وجود الأهل فلا أثر لذلك في مشروعية النكاح ، فقد تزوج النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها سيدة نساء العالمين في زمانها، وكانت أسنّ منه وأرملة ، قال الذهبي في السير :"كَانَت خَدِيْجَةُ أَوّلاً تَحْتَ أَبِي هَالَةَ بنِ زُرَارَةَ التَّمِيْمِيِّ، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا بَعْدَهُ: عَتِيْقُ بنُ عَابِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْمٍ، ثُمَّ بَعْدَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَبَنَى بِهَا وَلَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً. وَكَانَتْ أَسَنَّ مِنْهُ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً."

كما أن القبيلة وأمر الحسب والنسب ليست هي المعايير التي ينظر إليها عند اختيار الزوجة. وعلى أية حال فننصحك بمحاولة إقناع والديك بما تريده، فإن قبلاه فالحمد لله، وإن امتنعا فأطعهما فبرهما واجب وهو مفتاح كل خير وسعادة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني