الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز أن أسأل الله أشياء بسيطة تافهة؟

السؤال

هل يجوز أن أسأل الله أشياء تافهة، مثل: أن يعينني على أن أمشي من غرفتي إلى الغرفة الأخرى؟ أو أن يعينني على شرب الماء؟ فالله أعظم من ذلك، فهل يجوز أن أسأله أشياء كهذه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج على الإنسان في الدعاء بشيء، وإن قل، فقد روى الترمذي عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِيَسْأَلْ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ حَاجَتَهُ كُلَّهَا؛ حَتَّى يَسْأَلَ شِسْعَ نَعْلِهِ إِذَا انْقَطَعَ. ضعفه الألباني.

قال المناوي في فيض القدير: (ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها) لأنه المتكفل لكل متوكل بما يحتاجه، ويرومه جل أو قل (حتى يسأله شسع نعله (إذا انقطع) لأن طلب أحقر الأشياء من أعظم العظماء أبلغ من طلب الشيء العظيم منه، ومن ثم عبر بقوله: ليسأل، وكرره ليدل على أنه لا مانع ثم، ولا راد لسائل؛ ولأن في السؤال من تمام ملكه، وإظهار رحمته وإحسانه، وجوده وكرمه، وإعطائه المسؤول ما هو من لوازم أسمائه وصفاته، واقتضائها لآثارها ومتعلقاتها، فلا يجوز تعطيلها عن آثارها وأحكامها، فالحق سبحانه وتعالى جواد، له الجود كله، يحب أن يسأل، ويطلب أن يرغب إليه، فخلق من يسأله، وألهمه سؤاله، وخلق ما يسأله، فهو خالق السائل، وسؤاله، ومسؤوله. اهـ.

ومع ذلك فلا ينبغي أن تكون همة الإنسان مقصورة على هذه الطلبات، بل عليه أن يجمع خيري الدنيا والآخرة في دعائه، قال ابن كثير: ثم إنه تعالى أرشد إلى دعائه بعد كثرة ذكره، فإنه مظنة الإجابة، وذم من لا يسأله إلا في أمر دنياه، وهو معرض عن أخراه، فقال: {فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق} أي: من نصيب ولا حظ، وتضمن هذا الذم التنفير عن التشبه بمن هو كذلك. انتهى.

وأما بخصوص الاستعانة فهي مشروعة فيما يقدم عليه العبد؛ فقولك: بسم الله قبل الشرب هو استعانة، وكذلك قولك بسم الله قبل قيامك لتمشي، قال ابن كثير: وتستحب البسملة في ابتداء كل عمل، تبركًا باسم الله تعالى، واستعانة به.

وفي الحديث: كل أمر ذي بال لا يُبدأ فيه بسم الله الرحمن الرحيم فهو أجذم. ضعفه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني