الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إيقاف الشرطة للشخص للتحقق من أوراقه ليس عذرًا للتخلف عن الجمعة

السؤال

أنا من طاجكستان، وأعمل في موسكو في تعمير السقوف، فإذا كان يوم الجمعة ذهبت إلى الجامع بالمترو وحدي، وبعض زملائي لا يرضون عن ذهابي إلى الجمعة، قائلين إن الوقت ضيق، وأحيانًا تحبسني الشرطة لبحث وكشف وثائقي، فهل تجب الجمعة عليّ في هذه الظروف؟ أفيدوني - جزاكم الله خيرًا -.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فما دمت مقيمًا في المدينة ـ موسكو ـ فإنه يجب عليك الذهاب إلى المسجد لصلاة الجمعة, ما لم تكن معذورًا عذرًا معتبرًا شرعًا، ومجرد كونك تذهب وحيدًا، أو كون الشرطة توقفك للتحقق من أوراقك الثبوتية، هذا وحده ليس عذرًا في التخلف عنها, وإن أوقفوك مدة ففاتت الجمعة بسبب ذلك، فأنت معذور، فقد فعلت ما أمرك الله به من السعي إليها, وعليك أن تصليها ظهرًا إن تعذر إدراكها في مسجد آخر، وكذا كونك تعمل، فهذا ليس عذرًا وقد أمر الله بترك العمل، والذهاب إلى الجمعة عند سماع ندائها، فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ {الجمعة: 9}.

ثم أمرك بالسعي في الأرض بعد أدائك ما فترضه عليك، فقال تعالى: فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {الجمعة: 11}.

فاعمل - أخي السائل - بما أمرك الله به, وانصح زملاءك بما ذكرناه لك، وحذرهم من التخلف عن الجمعة لغير عذر شرعي، وانظر الفتوى رقم: 139667، عن الوعيد الشديد للمتخلفين عن صلاة الجمعة, والفتوى رقم: 146067، عن التخلف عن الجمعة بسبب العمل.

ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 214546، وما أحيل إليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني