الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب المرأة العلم في الجامعة يتوقف على المصلحة

السؤال

هل المرأة عليها أن تذاكر وتحصل على تقدير عال في جامعتها؟ وهل هذا محبب في الإسلام أم لا؟ لأنني كنت أحب أن أذاكر وأقول لنفسي: أريد أن أسعد والدي في التقديرات، والحصول على امتياز، مع العلم أنني لا أريد العمل، ولكنني أريد أن أفرح والدي، وهذا حقًّا يسعدهما، وأنا أدرس اللغة العربية، ولكن عقلي مشوش في هذا الموضوع، وما الواجب عمله عند حضور المحاضرات؟ وهل عليّ ألا أكثر الحضور إلى الجامعة حتى وإن كانت نيتي التعلم؟ وذلك لأن الجامعة فيها اختلاط؟ فكثيرًا ما أحضر المحاضرات، وعندما أريد التركيز لا أستطيع، وكثيرًا ما أتثاءب، فأظل طوال المحاضرة هكذا، ولا أستوعب الكثير، وقد دخلت القسم برغبة مني، وبتوفيق من الله في ذلك، فهل هذا دليل على الحسد، أو العين؟ كما أنني أريد تعلم اللغة الإنجليزية للتثقف، ولتساعدني في تربية وتعليم أولادي، وكذلك اللغة العبرية؛ لأنها لغة اليهود، فهل يجوز لي أن أدرسها بنية تعليم أولادي بعد الزواج؟ أرجو منكم أن تنصحوني ببعض الكتب التي تخص تربية الأولاد - جزاكم الله خيرًا عنا وعن المسلمين أجمعين، حفظكم الله -.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فطلب العلم مأمور به شرعًا، ومنه ما هو فرض عين، ومنه ما هو فرض كفاية، ففرض العين: هو ما لا بد منه لكل مسلم لإقامة دينه، وتصحيح عبادته ومعاملاته، وفرض الكفاية: هو ما لا يستغنى عنه في الجملة للقيام بأمور الدنيا، كالطب، والحساب، وما ليس فرض عين من أمور الدين، كتعلم أحكام القضاء، والفتيا، ونحو ذلك، ومنه ما هو مندوب، كالتبحر في العلوم النافعة... إلخ، ومن فروض الكفاية تعلم اللغة العربية، وينبغي لمن يطلب علمًا أن يجتهد في تحصيله على أكمل وجه، سواء في ذلك الرجل والمرأة؛ لعموم قوله عليه الصلاة والسلام: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه. رواه الطبراني، وصححه الألباني.

وإذا تضمنت نية طالب العلم إدخال السرور على قلب والديه، فهو مأجور على ذلك ـ إن شاء الله ـ وانظري الفتوى رقم: 98346 ، هذا كله من حيث أصل طلب العلم.

أما من حيث الذهاب إلى الجامعة: فالأصل قرار المرأة في بيتها، وهذا هو الأفضل في حقها، إلا إن كان الخروج تترتب عليه مصلحة أعظم من مصلحة القرار في البيت، وحيث إن تعلم اللغة العربية غير متعين عليك، وأنك غير محتاجة للعمل بعد دراستك، فالأفضل هو قرارك في بيتك، ويمكنك تعلم اللغة العربية، وغيرها من العلوم النافعة وأنت في بيتك، عن طريق مشاهدة القنوات الدينية العلمية، ومن خلال الدخول على المواقع الإسلامية العلمية كذلك، وانظري الفتوى رقم: 237424.

وإن أردت الدراسة في الجامعة، فيجب مراعاة الضوابط الشرعية، من تجنب الاختلاط، وغير ذلك، وإذا لم تجدي غير الجامعة المختلطة، فلتقتصري على حضور الاختبارات، تجنبًا للاختلاط المحرم، وانظري لمزيد الفائدة الفتويين رقم: 120095، ورقم: 235267، وما أحيل عليه فيهما.

وأما التثاؤب وعدم التركيز: فلا يدل بالضرورة على الحسد والعين، وإن كان وقوع ذلك ممكنًا، وراجعي بشأن مسألة التركيز الفتاوى التالية أرقامها: 111869، 80958، 38321 ، كما يمكنك الاستفادة من قسم الاستشارات بالموقع، وراجعي كذلك بخصوص علاج الحسد والعين فتوانا رقم: 3273.

ولا حرج عليك في دراسة اللغات الأجنبية إن كانت لك أهداف نافعة من وراء ذلك، وراجعي للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 69941، 79266 ، وقد ذكرنا بعض الكتب المفيدة في مجال تربية الأطفال في الفتوى رقم: 55386.

وانظري أيضًا للفائدة الفتوى رقم: 13767.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني