الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسائل إصلاح الزوجة التي تخرج متعطرة ومتزينة بالمكياج

السؤال

تزوجت حديثا من فتاة عرفتها قبل سنة وقبل عدة أشهر عقدنا قراننا، وكانت غير محجبة وتكشف رأسها وتعيش حياة منفتحة، وعندما تعرفت عليها كنت بعيدا عن الله سبحانه وتعالى، وقبل فترة ـ والحمد لله ـ هداني الله وأصبحت ملتزما بالصلاة ومهتما بأوامر الكتاب والسنة، وللأمانة فهي إنسانة ملتزمة بالصلاة وتصلي الصلاة في مواعيدها، ورغم أنها تغيرت كثيرا وأصبحت تغطي رأسها تماما وتلبس العباءة، ولكنها ما زالت تضع المكياج وتلبس الطرحة الملونة والكعب العالي وتتعطر، وعندما ألمح لها باعتراضي تبدأ بالصراخ، مع العلم أن طباعها حادة جدا وأنا أتجنب النقاش معها، لأنه لا يجدي نفعا وتسارع بطلب الانفصال، وأصبحت قلقاً جدا لأنني أخاف من سؤال الله سبحانه وتعالى، وعندما أقرأ الفتاوى التي تطالب الزوج بإلزام زوجته بالحجاب أزداد غما وهما، حيث إن إلزامها أو التعامل معها بطريقة الأوامر سيؤدي بنا إلى الطلاق أو بأقل الأضرار أن ترجع حتى عن لبس الحجاب وتغطية الرأس والعباءة، واستنادا على قاعدة أخف الضررين أخاف إن طلقتها أن يغضب والدي، ووالدتها هي من تعيلها، لأن أباها متوفى... كما أنني أخاف أن تعود إلى خروجها مع الشباب وعدم الحجاب من الأصل، وللعلم فهي تعينني على الصدقة وفعل الخير وتوقظني لصلاة الفجر وتعينني على صيام الاثنين والخميس، فماذا أفعل، فحديث: كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته ـ يغض مضجعي وأخاف أن ينزل علي غضب من الله بسبب هذا الموضوع؟.
أفتوني جزاكم الله خيراً

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب في كون الرجل مسئولاً عن زوجته، قال تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ {النساء:34}.

قال السعدي: قوامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله تعالى، من المحافظة على فرائضه وكفهن عن المفاسد..

وعَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ........ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ... متفق عليه.

فلا يجوز لك أن تأذن لزوجتك بالخروج من بيتك متعطرة أو بالمكياج، وإذا لم تستجب لك فاسلك معها وسائل الإصلاح المشروعة، وأطلعها على كلام أهل العلم بشأن الحجاب والستر ووجوب طاعة الزوج، واجتهد في إعانتها على تقوية صلتها بربها، وحثها على مصاحبة الصالحات، وسماع المواعظ النافعة، وتعاون معها على الطاعات، فإن لم يفد ذلك فلا حرج عليك في طلاقها، بل الطلاق حينئذ أولى، ولا حق لوالديك في منعك من طلاقها، ولا إثم عليك فيما تؤول إليه أحوالها بعد الطلاق، لكنك تأثم إذا أبقيتها في عصمتك وأذنت لها في الخروج على هذا الوجه المحرم، وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني