الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم سماع المحاضرات أثناء تأدية العمل

السؤال

أنا أقوم بأداء عمل في بيتي، وهو أنني أقوم بكتابة سير ذاتية للناس من خلال الكمبيوتر والإنترنت، وأثناء كتابتي أستمع لمحاضرات دينية، وقد تعودت على هذا، فهل يجوز لي هذا؟ وهل يجب عليّ أولا أن أستأذن من الذي أعمل لديه لسماع المحاضرات أثناء أدائي للعمل؟ علمًا أن الذي أعمل لديه أعطاني الحرية بأداء عملي في البيت، وفي أي وقت أشاء، علمًا أن أدائي للعمل وجودته سواء كنت أستمع للمحاضرات أم لا أستمع لا تتغير، ولكنني أفعل ذلك لأنه يجعلني أتشوق للعمل وتعلم الدين.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فطالما أن سماعك للمحاضرات أثناء عملك لا يؤثر عليه سلبًا، فلا حرج عليك في ذلك، ولا يلزمك استئذان صاحب العمل طالما أن العقد بينكما قد وقع على عمل معين، وهو القيام بالكتابة، وليس على مدة زمنية؛ ومن ثم، فإنه لا يستحق جميع منفعتك، فأنت بمنزلة الأجير المشترك، لا الأجير الخاص، ففي المغني لابن قدامة: أن الأجير على ضربين: خاص, ومشترك, فالخاص: هو الذي يقع العقد عليه في مدة معلومة, يستحق المستأجر نفعه في جميعها, كرجل استؤجر لخدمة, أو عمل في بناء، أو خياطة, أو رعاية, يومًا، أو شهرًا, سمي خاصًا لاختصاص المستأجر بنفعه في تلك المدة دون سائر الناس.

والمشترك: الذي يقع العقد معه على عمل معين, كخياطة ثوب, وبناء حائط, وحمل شيء إلى مكان معين, أو على عمل في مدة لا يستحق جميع نفعه فيها, كالكحال, والطبيب, سمي مشتركًا لأنه يتقبل أعمالًا لاثنين، وثلاثة، وأكثر في وقت واحد، ويعمل لهم, فيشتركون في منفعته واستحقاقها, فسمي مشتركًا لاشتراكهم في منفعته. اهـ.

فتبين بذلك أنه لا حرج عليك في الانشغال بعملك هذا وبغيره في وقت واحد، طالما أنه لا يخل به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني