الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجمع بين الحديث الذي فيه التخيير من الحور العين وبين أن الرجل له زوجتان

السؤال

سمعت أن الرجل في الجنة يزوج بزوجتين من الحور العين، وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: من كتم غيظًا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره في أي الحور العين شاء ـ فكيف يمكن الجمع بين الروايتين؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم كأشد كوكب دري في السماء إضاءة، قلوبهم على قلب رجل واحد، لا اختلاف بينهم، ولا تباغض، لكل امرئ منهم زوجتان من الحور العين، يرى مخ سوقهن من وراء العظم واللحم من الحسن... الحديث.

وعن سهل بن معاذ عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كظم غيظًا وهو يقدر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره في أي الحور شاء. رواه الترمذي، وأبو داود، وقال الترمذي: هذا حديث غريب.

وضعف الحديث الأخير بعض أهل العلم، وحسنه الألباني، وصححه البعض.

ولا تعارض بين الحديثين، لاختلاف موردهما، فالحديث الأول وارد في أن لكل واحد من أهل الجنة زوجتان من الحور العين، ولو لم يكظم غيظه، وكون كل واحد منهم له زوجتان لا ينفي الزيادة، ففي بعض الأحاديث: أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ الَّذِي لَهُ ثَمَانُونَ أَلْفَ خَادِمٍ، وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ زَوْجَةً.. الحديث رواه أحمد، والترمذي.

وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي: قال القارئ: والأظهر أنه تكون لكل زوجتان من نساء الدنيا، وأن أدنى أهل الجنة من له اثنتان وسبعون زوجة في الجملة يعني ثنتين من نساء الدنيا، وسبعين من الحور العين. اهـ.

والحديث الثاني خاص بمن كتم غيظه، وهو قادر على أن ينفذه، فهو الذي يخير زيادة على ما لكل واحد دخل الجنة، وراجع لمزيد الفائدة فتوانا رقم: 159105، بعنوان: عدد أزواج المؤمن في الجنة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني