الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الكتب التي تعلم غير المختص العلم الشرعي الواجب؟

السؤال

جزاكم الله خيرًا على جهودكم، أحبكم في الله، وأدعو الله أن يثبتنا على دينه: أنا شاب من الأردن أبلغ 23 سنة، أدرس حاليًا الماجستير في تركيا، وأريد أن تكون كل خطوة أخطوها لله ـ وحياتي كلها له ـ وأردت أن أترك دراستي لأسافر لطلب العلم الشرعي، ولدي إحساس، وبناء على بعض الآراء أستطيع أن أفيد الأمة أكثر إن حاولت أن أصبح رجل أعمال ومهندسًا ـ درست الهندسة في البكالوريوس ـ أتقي الله، وأحاول أن أكون قدوة بأن أجاهد نفسي على فعل الخير، وأن أنوي هذا العلم الدنيوي على أنه تأدية لفرض الكفاية في تعلم هذا العلم، وأقصد الهندسة الصناعية والإدارة، فكيف أتأكد أنني تعلمت ما عليّ من العلم الشرعي المفروض؟ فمثلًا قرأت الأصول الثلاثة، والقواعد الأربع، والعقيدة الواسطية، وسأبدأ الآن بقراءة شروحهما، وإن انتهيت من ذلك، فهل أكون بذلك قد قرأت ما يكفي لأن أكون في وضع سليم مؤد ما عليّ من فرض؟ مع العلم أنني أحب أن أستزيد، ولكن على مهل، وبعد التأكد من تأدية الفرض، وكذلك الأمر في الفقه، فمثلًا عندما يكون لدي تساؤل، فغالبًا ما أرجع إلى موقعكم، وموقع الإفتاء السعودي، والأردني، ومواقع الشيوخ المعروفين، فهل يوجد كتاب أستطيع أن أقرأه مع الرجوع إلى المواقع؟ فمثلًا قرأت كتاب الشيخ الألباني: صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فهل هناك كتب مشابهة؟ وهل هناك كتب للحياة اليومية؟ فمثلًا قرأت جزءًا كبيرًا من رياض الصالحين، وأحاول تطبيق ما فيه، وأريد كتبًا تدفعني وتدلني على النوافل والأخلاق لأطبقها، وأربي نفسي، وتبين النواهي لأرتدع عنها ـ والحمد لله ـ قد هداني الله بعد جفاء عن القرآن، لأن أعتني بالقرآن وبقراءته، وأريد أن أصبح متفقهًا في القرآن بقراءة تفسيره، وتركيز كل جهودي على حفظه، وتدبره، والعمل به؛ ولهذا السبب سألت عن الكتب التي بعد قراءتها أكون قد أديت ما عليّ من فرائض في تصحيح العقيدة، والفقه، وباقي العلوم كاللغة العربية؛ لأنني أريد أن أركز جهودي على تعلم القرآن تعلمًا حقيقيًا، مع العلم أنني - والحمد لله - قد هداني الله بعد أن مررت بمراحل كثيرة من البعد عن الله، والتفكير الخاطئ، فانصحوني - أيها الإخوة -.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يرزقك الاستقامة.

وبداية: نقرر أن الجمع بين عمارة الدنيا والآخرة أمر ممكن، ومطلوب، والاحتساب في دراسات العلوم المدنية، والإنسانية يجعل المباح عبادة وطاعة، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 122837.

وأما القدر المتعين من العلم الشرعي وطريقة تعلمه، فراجع فيه الفتويين رقم: 56544، ورقم: 123456.

وأما الكتب النافعة لغير المتفرغين للعلوم الشرعية فيمكنك معرفة بعضها من الفتوى رقم: 121056.

ومن الكتب المختصرة الجامعة لكل ما يريده السائل كتاب: مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة ـ للشيخ محمد التويجري، ومن الكتب المهمة في الدلالة على النوافل والترغيب في الفضائل والترهيب من الرذائل كتاب: الترغيب والترهيب ـ للحافظ المنذري، أو صحيح الترغيب والترهيب، للشيخ الألباني، ثم نذكر الأخ السائل بضرورة الاستعانة بالله تعالى، وصدق التوكل عليه، والافتقار، واللجوء إليه، مع الإلحاح في الدعاء لنيل ما يرجوه من الخير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني