الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متى توفيت أم سلمة؟ وكم كان عمرها عند تزوجها رسول الله؟

السؤال

لدي بعض الأسئلة عن حياة أم المؤمنين أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ فقد قرأت أنها آخر من توفي من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك في عام 61 للهجرة في خلافة يزيد، عن عمر يناهز التسعين، وأنها عندما طلبها رسول الله للزواج عام 4 للهجرة قالت: إنها كبيرة في السن، ولم يعد يولد لها, وذات عيال, وشديدة الغيرة, فكيف ذلك، وكانت حينها تبلغ 33 سنة؟ فهل يقال عن من في هذا العمر إنها كبيرة، وإنها لم تعد تلد؟ أم أن هناك خلافًا حول هذه الرواية؟ وهل تزوج أبو سلمة من أي امرأة غيرها، أو تسرى بملك اليمين؟ ومتى تزوجت بأبي سلمة - رضي الله عنه -؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعن أنس قال: لما حضرت أبا سلمة الوفاة، قالت أم سلمة: إلى من تكلني؟ فقال: اللهم إنك لأم سلمة خير من أبي سلمة، فلما توفي خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إني كبيرة السن، قال: أنا أكبر منك سنًّا، والعيال على الله ورسوله، وأما الغيرة فأرجو الله أن يذهبها، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليها برحاءين، وجرة للماء. أخرجه أبو يعلى في مسنده، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، وحسنه حسين سليم أسد.

وقد اختلف في تاريخ وفاتها ـ رضي الله عنها ـ قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات: الذي ذكره ابن سعد من أنها ماتت سنة تسع وخمسين، وصلى عليها أبو هريرة هو الصحيح، وقيل: صلى عليها سعيد بن زيد أحد العشرة، حكاه صاحب الكمال، وابن الأثير، وهذا مشكل، فإن سعيد بن زيد ـ رضى الله عنه ـ مات سنة إحدى وخمسين، وأم سلمة ماتت سنة تسع وخمسين ـ كما تقدم ـ بل ذكر أحمد بن أبي خيثمة أنها توفيت في ولاية يزيد بن معاوية، وولي يزيد في رجب سنة ستين، ومات في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين، واتفقوا على أن أم سلمة دفنت بالبقيع.

وفي تاريخ دمشق: أنها توفيت في شوال سنة تسع وخمسين، وفي رواية سنة إحدى وستين حين جاء نعي الحسين، قال ابن عساكر: هذا هو الصحيح، وقال ابن الأثير: قيل: توفيت أم سلمة في شهر رمضان، أو شوال، سنة تسع وخمسين، قال: وكانت هي وزوجها أول مَن هاجر إلى الحبشة.

وفي سير أعلام النبلاء للذهبي: وبعضهم أرخ موتها في سنة تسع وخمسين، فوهم أيضًا، والظاهر وفاتها في سنة إحدى وستين ـ رضي الله عنها ـ وقد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم حين حلت في شوال سنة أربع.

وفي إسعاف المبطأ للسيوطي: ماتت في شوال سنة تسع وخمسين، ويقال: سنة اثنتين وستين.

وكذلك اختلف في عمرها عند الوفاة، ففي الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين لابن عساكر: وكان لها يوم ماتت أربع وثمانون.

وفي تاريخ الإسلام للذهبي: وَعَاشَتْ تِسْعِينَ سَنَةً، أَوْ أَكْثَرَ.

وعمومًا، فالظاهر أنها كانت في الثلاثينيات من عمرها حين تزوجها النبي عليه الصلاة والسلام، فلعلها تقصد كبر السن النسبي، مقارنة مثلًا بعائشة رضي الله عنها.

وأما أبو سلمة: فلم نقف له على زوجة، ولا سرية غير أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ كما لم نقف على تاريخ تزوجه بها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني