الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استخارة المقدم على الزواج لكونه يخشى المشاكل الزوجية

السؤال

في الفتوى رقم: 239488، قلتم إنه في حالة وجوب الزواج لا يمكن للشخص أن يصلي صلاة الاستخارة، ولكن المخاوف والمشاكل التي ذكرت خصوصا المرض النفسي يمكنها أن تؤثر على الشخص، ومن الممكن أن لا يؤدي حقوق الطرف الآخر في الزواج، لأن الشخص لا يدري كيف يتزوج مع هذه المشاكل في حالة وجوب الزواج حتى لا يؤذي الطرف الآخر، لأنه يظن أنه من الممكن أن لا يتمكن من حقوقه والسؤال هو: هل تشرع الاستخارة بسبب وجود هذه المشاكل أم لا؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا لك في الفتوى السابقة أنّ جواز الاستخارة في أصل الزواج يتوقف على معرفة حكمه في حقك، فالاستخارة لا تكون في أصل الأعمال الواجبة أو المستحبة، ولكن تجوز لاختيار بعضها أو الترتيب بينها، والحكم بوجوب الزواج أو استحبابه يختلف باختلاف حال الأشخاص حسب الحاجة للزواج والقدرة على مؤنته ومسؤولياته، وقد ذكرنا لك أنك إذا كنت لا تعرفين حكم الزواج في حقك فينبغي أن تسألي أهل العلم عن ذلك، فإذا علمت حكم الزواج علمت حكم الاستخارة، فليست الاستخارة طريقاً لمعرفة الأحكام الشرعية، إلا إذا بذل الإنسان وسعه في معرفة الحكم الشرعي ولم يترجح عنده القول الصواب في المسألة فقد يسوغ له حينئذ أن يستخير فيها، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 239518.

وأخيرا، ننصح الأخت بالإقدام على الزواج إذا تقدم لها من يرضى دينه وخلقه، وأن لا تجعل من الأمور الغيبية التي قد تعرض لها وقد لا تعرض مانعا من النكاح، فنخشى أن تكون هذه التخوفات من قبل الأوهام والوساوس التي تحول بين المرء وما يفيده في دينه ودنياه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني