الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رتبة أثر: اللهم اجعلني من عبادك القليل.

السؤال

ما صحة هذا الخبر؟ مر سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذات يوم برجل في السوق، فإذا بالرجل يدعو ويقول:(اللهم اجعلني من عبادك القليل. اللهم اجعلني من عبادك القليل) فقال له سيدنا عمر : من أين أتيت بهذا الدعاء؟
فقال الرجل: إن الله يقول في كتابه العزيز: (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ).
فبكى سيدنا عمر وقال : كل الناس أفقه منك يا عمر. اللهم اجعلنا من عبادك القليل.
إذا نصحت أحداً بترك معصية كان رده: أكثر الناس تفعل ذلك لست وحدي!!

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن هذا الأثر رواه ابن ابي شيبة في المصنف وعبد الله بن أحمد بن حنبل في الزهد لأبيه، وقد نقله القرطبي وجمع من أهل العلم، ولم نر أحدا منهم حكم عليه بصحة ولا ضعف.

وأما قولك: إذا نصحت أحداً بترك معصية كان رده: أكثر الناس تفعل ذلك لست وحدي !! فيجاب عليه بأن ذلك ليس بحجة لهم؛ لأن الله تعالى قال في محكم آياته: وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ {الأنعام:116}، وقال : وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ {يوسف:103}، ولله در الفضيل بن عياض رحمه الله حيث قال: اسلك سبيل الهدى، ولا يضرك قلة السالكين، وإياك وطرق الضلالة، ولا تغتر بكثرة الهالكين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني