الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متى يكون قائد السيارة ضامنا ويكون قاتلا خطأ؟

السؤال

ابني تعرض لحادث بعد أداء العمرة، وكان معه زوجته، وابنه، وابنته، وأثناء السفر للعودة أراد ابني أن يستريح للنوم، ولكن زوجته أصرت على استكمال السفر، وأثناء السفر انقلبت السيارة فجأة، وتوفيت الزوجة والابنة، وابني تعرض لكسر شديد في رجليه يستمر أربع سنوات، وابني لم يتذكر أي شيء عن الحادث، فهل هذا قتل خطأ منه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان ابنك - وهو السائق - قد أخذ بكافة الأسباب اللازمة للسلامة، وبكافة الاحتياطات فيها، بأن كان قريب عهد بتفقد عجلات السيارة، وفراملها، ومقودها، وكان لديه الخبرة الكافية المعتبرة في القيادة، وكان ملتزمًا بقواعد السير، وقوانين المرور، وفي مقدمة ذلك السرعة المحددة، وكان كامل الصحة، تام الوعي، لم يشعر قبل الحادث بملل زائد، أو فتور، أو نعاس، أو نحو ذلك مما قد يؤثر على تمام وعيه وتحكمه في السيارة.

فإذا أخذ بكل هذه الاحتياطات فما حدث بعد ذلك مما لم يستطع أن يتفاداه، فإنه غير مؤاخذ به؛ لأنه خارج عن إرادته، فلا كفارة عليه، ولا دية.

وأما إن اختل شيء مما ذكر، فإنه يكون ضامنًا لما حدث، ويكون من القتل الخطأ، ومن ثم تلزمه كفارة القتل، وتلزم عاقلته الدية.

وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتاوى: 136603، 79485، 6629.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني