الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من قال لأشخاص (يا كفرة) قاصدا المعنى اللغوي

السؤال

لقد قلت لزوجي عابثة، بغير قصد " لماذا يا كفرة" وكنت أقصد بها كناية عن جحد القلب وليس الكفر، وكان كلاما هزليا بيننا بغرض اللعب. ثم فورا أدركت قبح ما قلته، واستغفرت.
السؤال: هل هذا يجعلني كافرة، وبناء عليه أكون قد خرجت من عصمة زوجي؟ ماذا أفعل إن كان كذلك؟ مع العلم أننا متزوجان بعقد قران فقط، وحدثت بيننا خلوات شرعية، لكن بدون إيلاج كامل. وإذا كان يجب إعادة العقد بعد توبتي. هل يغني عن ذلك إقامة العرس، والإشهار مع رضا أبي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن قول المسلم لأخيه المسلم: يا كافر، لا يقتضي كفر القائل باتفاق العلماء، وأما ما جاء في حديث ابن عمر، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرئ قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه. متفق عليه. فالمراد به التغليظ، والتخويف، وليس معناه أن القائل لأخيه: يا كافر . يكون كافرا، خارجا من الملة، كما بيناه في الفتوى رقم: 215911، وما أحيل عليه فيها.

وهذا الحديث إنما هو في نعت المسلم بالكفر بمعناه الشرعي - وهو الكفر بالله جل وعلا، المخرج من الملة - وليس المراد بالحديث الكفر بمعانيه اللغوية.

قال ابن عبد البر - في شرحه للحديث -: والمعنى فيه عند أهل الفقه، والأثر أهل السنة والجماعة، النهي عن أن يكفر المسلم أخاه المسلم بذنب، أو بتأويل لا يخرجه من الإسلام عند الجميع. اهـ من التمهيد.

لكن ينبغي اجتناب إطلاق لفظ الكفر على المسلم مطلقا، ولو بإرادة معانيه اللغوية، لئلا يقع الشخص في اللبس، والإيهام.

وعلى كل حال: فليس هناك أي تأثير لما قلته على نكاحك.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني