الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلت لصديقتي: اقرئي سورة التين، فقالت لأخرى: والزيت والزيتون فضحكت، فما الحكم؟

السؤال

قلت لصديقتي: اقرئي سورة التين، فقالت صديقتي الأخرى: والزيت والزيتون وضحكت، ولا أعلم قصد صديقتي بهذا الكلام، لكني ضحكت ونهرتها، وخفت أن يكون استهزاء ونكفر، فقرأت أن الذي يضحك من الاستهزاء لا يكفر إلا إذا كان راضيًا، فاشتغل التفكير هل كنت راضية في تلك اللحظة بالاستهزاء بالدين أم لا؟ وإذا سألتني: هل ترضين بالاستهزاء بالدين؟ فسأقول: لا طبعًا، لكن نفسي تقول: وما أدراك؟ فمن الممكن في تلك اللحظة أنك كنتِ راضية، وأنك خفتِ من الكفر، ولم يكن من عدم الرضا بقولها، فأوقفت التفكير بالأمر، والآن أسأل ماذا أفعل؟ وهل يجب أن أفكر هل كنت راضية حينها أم لا؟ وهل نهرتها لخوفي من الكفر؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس فيما حصل منك ما يقع به الكفر، ولا يلزمك التفكير هل كنت راضية أم لا.

وأما عما ينبغي لك فعله فيلزمك الإعراض الكلي عن الاسترسال مع الشيطان في هذه الوساوس الشيطانية، وثقي أن الكفر لا يحصل بالشك، فقد تقرر في الشريعة أن من ثبت إسلامه بيقين لا يزول إسلامه بالشك، وأن الأصل بقاء ما كان على ما كان، فمجرد الشك في موجب الكفر - أيًّا كان - مُطَّرح ليس به اعتداد.

ونوصيك بما أوصيناك به من قبل في جوابنا على أسئلتك السابقة بالإعراض عن الوساوس، والتلهي عنها، سائلين المولى عز وجل أن يعافيك منها .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني