الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الاقتداء بإمام من جماعة أمة الإسلام

السؤال

أنا مقيم في الولايات المتحدة، وأصلي الجمعة في مصلى خاص بالجامعة. غير أن هذا المصلى يغلق في العطل الرسمية، فكنت إذا ما أغلقوه ذهبت إلى جامع قريب في حي للسود المسلمين، حتى سمعت الإمام يدعو ل"الإمام إليجا" ويقول ما معناه: "اللهم ألهمنا الهدى على درب الإمام إليجا" فأيقنت أنهم من جماعة أمة الإسلام. وجماعة أمة الإسلام هم- على حد علمي- جماعة للمسلمين السود في الولايات المتحدة ناضلت من أجل حقوق الأقلية السوداء المضطهدة، وخاصة من أجل حقوق المسلمين منهم، وساهمت في نشر الإسلام، وعلى يديها تاب الكثير من المجرمين في السجون، واعتنقوا الإسلام، إلا أن تاريخ الجماعة شابه الكثير من البدع، ومنها ما يدخل في صلب العقيدة، وإن كانوا قد تراجعوا عن كثير منها مؤخرا.
وإني حين صليت وراءهم الجمعة لم أجد منهم بدعا، ولا خروجا على العقيدة باستثناء دعائهم لإليجا محمد.
فهل تجوز الصلاة وراءهم، علما أنه باستثناء هذا المسجد، ومصلى الجامعة فإن المساجد في المدينة التي أقطن فيها، بعيدة عن محل إقامتي؟
ولكم الشكر، والثواب إن شاء الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فقد سبق أن أصدرنا فتوى عن جماعة " أمة الإسلام " في الفتوى رقم: 120467 وذكرنا فيها أن إليجا محمد لم يؤمن بختم الرسالة عند النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأعلن أنه هو خاتم الرسل، وأنه جاء نبياً يوحى إليه, ولا شك في كفر من اعتقد هذا, ولا ندري هل أتباعه الذين تصلي معهم يعتقدون هذه العقيدة الكفرية أم لا؟

والذي ننصحك به هو عدم الصلاة معهم، ما دمت قد سمعت إمامهم يدعو الله أن يجعلهم على طريقه الهالك، نسأل الله السلامة والعافية.

وكون المساجد الأخرى بعيدة عن محل إقامتك، فإن هذا لا يسقط عنك الجمعة؛ إذ الجمعة يجب السعي إليها ما دام في المدينة مساجد ولو كانت بعيدة, وقد ذكر الفقهاء أن أهل المصر أو المدينة يجب عليهم السعي إلى الجمعة ولو كانوا بعيدين عن محل إقامتها.

قال ابن قدامة في المغني عند قول الخرقي: وتجب الجمعة على من بينه وبين الجامع فرسخ : هذا في حق غير أهل المصر، أما أهل المصر فيلزمهم كلهم الجمعة بعدوا أو قربوا، قال أحمد: أما أهل المصر فلا بد لهم من شهودها، سمعوا النداء، أو لم يسمعوا. اهــ.

وانظر الفتوى رقم: 154277 عن المسافة الموجبة للسعي للجمعة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني