الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الدعاء بـ: اللهم ارزقني جمال أجمل بشر خلقته بقدرتك في الجنة

السؤال

هل سنصبح مثل شكل، وملامح، وجمال نبي الله آدم، أم سنصبح مثل طوله فقط؛ حيث يوجد حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم يفيد أننا سنصبح على صورة أبينا آدم؟
وهل يجوز هذا الدعاء: اللهم ارزقني، واجعلني نفس شكل، وجمال أجمل بشر خلقته بقدرتك، وبرحمتك في الجنة؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كل من يدخل الجنة يكون في غاية الحسن والجمال؛ على طول آدم، وحسن يوسف، وعمر عيسى: ثلاث وثلاثون سنة. كما جاء في الحديث؛ وانظر الفتويين: 201628، 184457.
وأما عن الدعاء، فيجوز للمسلم أن يدعو بكل ما يحب، ما لم يكن في دعائه اعتداء، أو إثم، وقطيعة رحم، ولكن ينبغي أن يكون اهتمام المسلم ودعاؤه هو: بدخول الجنة؛ لأنها أعلى الأمنيات، وأقصى الغايات، وسيصل العبد فيها إلى الرضا التام، وعلى كل ما يتمناه، وكلما يخطر بباله وما لم يخطر بباله؛ ففي مسند أحمد أن سعداً -رضي الله عنه- سمع ابناً له يدعو وهو يقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها، وإستبرقها ونحوا من هذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها، وأغلالها. فقال: لقد سألت الله خيراً كثيراً، وتعوذت بالله من شر كثير، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنه سيكون قوم يعتدون في الدعاء، وقرأ هذه الآية ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ. وإن حسبك أن تقول: اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل.

وراجع الفتوى رقم: 31019 بعنوان: شرح حديث "سيكون قوم يعتدون..".

ومن ذلك يتبين لك أنه لا داعي لمثل هذا الدعاء.

نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياك من أهل الجنة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني