الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعطي المدرس هدايا ليوزعها على المجتهدين ولا أظن أني أستحقها فتصدقت بقيمتها

السؤال

عندما كنت صغيرًا كنت في مركز لتحفيظ القرآن الكريم، وفي بعض الأوقات كان يطلب معلمي مني، ومن شخص آخر أن أقوم بتسميع القدر الذي عليّ عنده، وللأسف كنت في بعض الأوقات أقوم بتجاوز عدة أسطر، وأصل إلى نهاية الصفحة دون إكمال وسطها، أي أني كنت أبدأ في بداية الصفحة، ثم أتجاوز نصف الصفحة مثلًا، ثم أبدأ في آخر سطرين مثلًا في الصفحة، والذي أمامي لا يدري، ويظن أني قرأت الصفحة كاملة، وقد توقفت عن ذلك - ولله الحمد - وإدارة المركز كانوا من حين لآخر يقومون بتوزيع هدايا على المجتهدين، فمثلًا يعطون لمعلم كل حلقة أربع هدايا ليوزعها على أكثر أربعة طلاب مجتهدين في حلقته، وأنا بصراحة كنت كثيرًا ما أجتهد، ولكني كنت أفعل أحيانًا الفعل الذي ذكرته، فأحسست منذ فترة أنه ربما أكون قد أخذت هدايا دون وجه حق، فلم أكن متقنًا لحفظ بعض الصفحات من القرآن الكريم، ولكني كنت أفعل الفعل الذي ذكرته، فقمت بتقدير مبلغ من المال، وقمت بالتصدق به، وفي نيتي أني لو كنت أخذت بعض الهدايا دون وجه حق، فإن هذا المال لمستحق الهدية، ولكني لم أتصدق بهذا المال كله لمركز تحفيظ القرآن الكريم هذا، فهل ما فعلته مجزئ أم إنه كان يلزمني أن أتصدق بهذا المبلغ لمركز تحفيظ القرآن الكريم - جزاكم الله خيرًا -؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ذكرت أن إدارة المركز تعطي الهدايا لمعلم الحلقة؛ ليوزعها على أكثر أربعة طلاب مجتهدين في الحلقة، فالأمر إذن يخضع لرؤية معلم الحلقة، وهو أبصر بطلابه، وأدرى بالمجتهد منهم من غير المجتهد.

وكونك كنت أحيانًا تسقط بعض الآيات حين تُسَمع لغير المعلم، مع كونه خطأ، إلا أنه لا ينافي الاجتهاد، ولا يلزم منه أن يكون غيرك هو الأولى بالجائزة، لا سيما وأنك قد ذكرت أنك كنت كثيرًا ما تجتهد.

وعليه، فلا نرى أنه يلزمك شيء.

وأما الصدقة التي تصدقت بها، فلا بأس بها، ونرجو ألا يحرمك الله تعالى أجرها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني