الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم نشر الكتب في موقع به محرمات كموقع كيندل أمازون

السؤال

أولًا: جزاكم الله خيرًا على إنشاء هذا الموقع، جعل الله درجاتكم في أعلى الجنات، وفتح لكم جميع أبواب الجنة التي يسعى الكل للفوز بها، واستجاب لكم جميع الدعوات أكانت في الدنيا، أم في الآخرة إن شاء الله؛ لأن الإنسان في هذا الزمان لا يعلم إن كان ما يفعله حرامًا أم حلالًا، فأنتم أهل خير إن شاء الله؛ لذلك أسألكم. أريد أن أملك رأس مال لكي أنشئ تجارة من نفس المال إن شاء الله، ولكن دون الوقوع في الحرام، وهناك موقع- على ما أظن أنه مشهور- وهو (أمازون) وهذا الموقع يحمل جهازًا يسمى كيندل، وهو قارئ للكتب الإلكترونية، وهو تقريبًا مشابه للآيباد، وتستطيع أن تنشر كتبك إلكترونيًا في الموقع عبر أمازون كيندل، وكيندل عبارة عن جهاز من شركة أمازون أي غير شركة أمازون نفسها؛ لأن أمازون لا يبيع الكتب فقط، وإنما يبيع أشياء كثيرة عبر النت، وتوجد فيه أشياء حلال وحرام، وأريد أن أنشر كتبي فيه - كيندل أمازون - ولكن عندي أسئلة من ناحية الموقع، وهو أنه توجد فيه كتب فاسدة، وحرام، وربما فيه بعض العري- والعياذ بالله- وسؤالي هنا: ما الحكم إن نشرت كتبي في كيندل أمازون، وكتبي تكون فيها أشياء حلال، ومفيدة، وبعيدة عن الحرام والفساد، وكل ما هو مخالف للشريعة، وأنا أتكسب من هذا العمل، مع العلم أن كيندل أو الموقع بشكل عام ينشر في دول الكفار، مثل: أمريكا، وأوروبا وهكذا، ولا تستطيع نشر كتبك باللغة العربية، ولكن تستطيع نشرها باللغة الإنجليزية، وربما يشتريها المسلم والكافر، فهل علي إثم إن قرأها الكافر واستفاد منها في أمر دنيوي؟ وما حكم فعل ذلك، وأن أكسب من هذا العمل في أمر دنيوي، أو ربما ديني كأن أكتب عن تأثير الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في بعض رجال الغرب، وتذكر أني لن أفعل ذلك دائمًا، أي ربما أربح منه إن شاء الله؛ ولأن الموقع ينشر الكتب إلكترونيًا، ومجانًا - ولله الحمد - أي أقل تكلفة عن الكتاب الورقي - جزاكم الله خيرا – فأرجو منكم أن تفيدوني - أفادكم الله - وما الكتب التي ليست حرامًا، وأستطيع نشرها، والتكسب منها في الموقع - جعل الله هذا في ميزان حسناتكم -؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرًا على تحريك للحلال، وسعيك للتثبت من أمر دينك، وزادك الله حرصًا إلى حرصك.

وأما ما سألت عنه، فجوابه ألا حرج عليك في نشر كتبك بالموقع المذكور، والانتفاع بما قد تجنيه من مكاسب من وراء ذلك، ما دام موضوع الكتب نافعًا، سواء استفاد منها المسلم أم غير المسلم، بل ينبغي وضع الكتب التي فيها الدعوة إلى الإسلام، وبيان فضائله، لعل ذلك يكون سببًا في إسلام من يقتني تلك الكتب، ويطلع عليها، ولناشرها ومؤلفها الأجر في ذلك.

وأما كون الموقع توجد به بعض الكتب الفاسدة، أو صور متبرجة، فلا يمنع ذلك من الانتفاع به؛ لعموم البلوى بمثل ذلك.

وعلى داخل الموقع اتقاء النظر إلى ما لا يجوز، فإن لم يفعل كان الوزر عليه، وانظر الفتوى رقم: 124388.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني