الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوجيه النافع للمبتلى بالوساوس

السؤال

فضيلة الشيخ: فيما مضى من شهور ابتليت بوسواس شديد في شتى أنواع العبادات وأمراض أخرى-الحمد لله على كل حال- وقد أرسلت لكم كثيرًا من الرسائل حتى شعرتُ أنكم ضقتم ذرعًا بي، وقد كنت أحزن كثيرًا على حالتي، وأبكي من شدة ما كنت أجد، والحمد لله هاقد بدأت أتماثل للشفاء، وأستعيدُ شيئًا من توازني وعقلي الذي شعرتُ لوهلةٍ أني فقدته؛ وهذا كله بفضل الله أولًا، ثم بفضل موقعكم المبارك حفظكم الله، وتوجيهات المشايخ الفضلاء. فأسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء، وأن يرزقكم من واسع فضله؛ إنه هو السميع المجيب.
ما جعلني أكتب هذا يا شيخي هو أنني بحثت عن فتاوايَ في موقعكم، وأخذت أقرأ ما فيها، ولا أخفيكم أنني تعجبت من نفسي، وحمدت الله على نعمة العقل. فالحمد لله أولًا وآخرًا، ورأيت أيضًا أني أعدت صيام أيام مضت وفي الحقيقة أنا لا أعلم لمَ أعدت الصيام وما السبب؟ هل كان فعلًا ينبغي علي أن أعيده أم لا؟! احترت. وهذا كله بسبب الوسواس الذي كنت أعانيه. ما أريد أن أسأل عنه يا شيخ هو هل علي شيءٌ؟ وهل من توجيه نافعٍ لي ولسائر من يعانون الوسوسة. أسأل الله لي ولكل مرضى المسلمين الشفاء والعافية. وأرجو من فضيلتكم الدعاء لي بأن يخرج الله تعالى ما بجسدي من الأذى، وأن يربط على قلبي ويشفيني، ويرحم موتانا وموتى المسلمين. وجميع من يقرأ كلامي هذا أرجوه أن يدعو لي فلعل فيكم مستجاب الدعوة. اعذروني على إطالتي، شكر الله لكم، وكتب أجركم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله سبحانه أن يشفيك ويعافيك من كل سوء ومكروه، والتوجيه النافع والنصيحة المثلى لكل مبتلى بهذا الداء العضال هي الإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إليها، فإنه لا علاج للوساوس أمثل من هذا. ولتنظر للفائدة الفتوى رقم: 51601 ، ورقم: 134196، ولا شيء عليك البتة، بل لك إن شاء الله أجر الصبر على هذا المرض، ومجاهدة نفسك للتخلص منه، وما صمته مما لا يلزمك صومه لن يضيع الله أجره، بل يكون لك تطوعا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني