الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البخاري... نشأته ، حياته ، وفاته

السؤال

هل تملكون معلومات عن حياة البخاري كنشأته ، حياته ، وفاته ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الذي سألت عن تعريفه ليس نكرة! إنه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه (الزراع) بلغة أهل بخارى. البخاري الجعفي رضي الله عنه المحدث الذي ملأ ذكره الآفاق، وعم صيته، وانتشر علمه، وذاع فضله، ولد ببخارى.
نشأ يتيماً، حفظ القرآن، وثقف العربية وأجادها، طلب الحديث في التاسعة من عمره، فحفظ عشرات الآلاف منه قبل أن يبلغ الحلم.
خرج إلى مكة صحبة أمه وأخيه سنة 210هـ وتخلف للتوسع في الحديث، فرحل إلى معظم الممالك الشرقية، فروى عن علمائها وفقائها، كان قوي العزيمة، رصين القول صادقه، كثير الخوف من الله تعالى، من أبرز مؤلفاته: مؤلفه الشهير بصحيح البخاري، ضمنه تسعة آلاف حديث على ما قاله الحافظ المنذري في كتابه الترغيب والترهيب.
وقد جرى له رحمه الله قبل وفاته محنة مع الحافظ محمد بن يحيى الذهلي في مسألة اللفظ بالقرآن، وكان البخاري رحمه الله يقول: كلام الله غير مخلوق، والقرآن المسطور في المصاحف، المقروء بالألسنة، بألفاظه وحروفه كلام الله غير مخلوق، ولكن أفعال العباد مخلوقة، وألف في ذلك كتابه: خلق أفعال العباد، وما قرره رحمه الله هو مذهب أهل السنة قطعاً.
ثم جرت له محنة مع والي بخارى خالد بن أحمد الذهلي فقد بعث إلى البخاري: أن احمل إليّ كتاب الجامع (صحيح البخاري) والتاريخ وغيرهما، لأسمع منك، فقال لرسوله: أنا لا أذل العلم، ولا أحمله إلى أبواب الناس، فإن كانت لك إلى شيء منه حاجة، فاحضر مسجدي أو في داري، وإن لم يعجبك هذا فإنك سلطان، فامنعني من المجلس، ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة، لأني لا أكتم العلم. فكانت سبب الوحشة بينهما، واستعان الوالي بمن تكلم في البخاري ومذهبه، ونفاه الأمير عن البلد، فدعا عليهم البخاري فلم يأت إلا شهر حتى ورد أمر الطاهرية بأن ينادى على خالد في البلد، فنودي عليه على إتان (أنثى الحمار)، وابتلي غيره ممن تكلم في البخاري.
وقد خرج البخاري إلى خرتنك قرية من قرى سمرقند ولم يطل مكثه فيها وتوفي ليلة عيد الفطر سنة 256هـ، وعمره 62 عاماً، رحمه الله.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني