الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يعتبر مسيئا من أغلق جهاز التكييف ليستيقظ والده للصلاة

السؤال

حاولت أن أوقظ أبي لصلاة الفجر فقمت بإغلاق المكيف ليستيقظ من الحر، فوجدته بعد قليل قد غضب وطلب مني أن أقوم بفتح المكيف فقمت بفتحه رغم أنه قد يكون من أسباب عدم استيقاظه لصلاة الفجر، لكنني خشيت إن رفضت ذلك أن يقوم بالعناد ولا يصلي الفجر عمدا فخفت من حدوث مفسدة أعظم إذا لم أقم بفتحه، فهل كان فعلي صوابا أم لا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فإنك تثاب -إن شاء الله تعالى ـ لحرصك على إيقاظ والدك لصلاة الفجر، ولكن لا يجوز أن تفعل ما تعلم أو يغلب على ظنك أنه يغضبه، ولعل في إغلاق المكيف على الوالد وهو نائم نوع إساءة إليه, قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى: يَأْمُرُ أَبَوَيْهِ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمَا عَنْ الْمُنْكَرِ، وَقَالَ فِي رِوَايَةِ حَنْبَلٍ: إذَا رَأَى أَبَاهُ عَلَى أَمْرٍ يَكْرَهُهُ يُعَلِّمُهُ بِغَيْرِ عُنْفٍ وَلَا إسَاءَةٍ وَلَا يُغْلِظُ لَهُ فِي الْكَلَامِ، وَإِلَّا تَرَكَهُ، وَلَيْسَ الْأَبُ كَالْأَجْنَبِيِّ. اهـ.

فالإساءة للوالد ممنوعة حتى عند أمره بالمعروف أو نهيه عن المنكر, ونوصيك بأن تجتهد في نصح الوالد وحثه على أداء الصلاة في وقتها ـ إن كان من عادته النوم عنها حتى يخرج وقتها ـ وأن يكون نصحك له برفق ولين, ونسأل الله لنا ولك التوفيق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني