الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزوجة تَخدم وتُخَدم، ومعيار الغيرة المحمودة

السؤال

أريد السؤال حول حكم قول الزوج للزوجة أنت خادمة لي؟ هل الزوجة فعلا في مرتبة الخادمة للزوج؟ وهل من أحاديث صريحة وسنن فعلية تنهى عن الغيرة الزائدة جدا على الزوجة التي تصل إلى أن يمنعها الزوج من التكلم مع صديقاتها في مواضيع تخص الحياة الزوجية في العموم وليس المواضيع المحرم تناولها؟ أو ممارسة مثلا سنة الحجامة في منطقة يكثر فيها الناس الأقاويل خوفا من أن يذكر اسم زوجته في مجلس؟ هل يجوز ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليست الزوجة خادمة للرجل باعتبار الإطلاق لهذا اللفظ، فإن هذا قد يفهم منه المهانة والابتذال كما هو الشأن في الخادمة، وهذا قد يتضمن نوعا من الإساءة لها. نعم المرأة تخدم زوجها، ولكن في المقابل فإنه يخدمها، فإذا كانت خادمة له بهذا الاعتبار، فهو أيضا خادم لها لكونه مأمورا بالخدمة الظاهرة، وهي مأمورة بالخدمة الباطنة، كما هو موضح في الفتوى رقم: 13158 والفتوى رقم: 136201.

وغيرة الزوج على زوجته أمر طيب، ولكن المطلوب أن تكون الغيرة في حدود الاعتدال، وأما إذا تجاوزت حدها كانت مذمومة، كما سبق وأن بينا في الفتوى رقم: 214981.

فلا ينبغي أن يمنع الزوج زوجته الحديث مع مثيلاتها من النساء في أمور الحياة الزوجية العامة إذا لم يخش أن يترتب عليها ضرر.

ولا حرج على الزوج في منع زوجته من الحجامة في الأماكن العامة، سواء كان دافعه في ذلك ما ذكر من أقاويل الناس وذكر اسم الزوجة في المجلس أو غير ذلك. هذا مع العلم بأنه يجوز شرعا ذكر اسم الزوجة في مجالس الرجال؛ كما سبق وأن بينا في الفتوى رقم: 58198.

وننبه إلى أنه إذا كانت الأقاويل من نحو الغيبة والنميمة فيجب اجتناب مجالسها، وراجعي الفتوى رقم: 75805.

وثم تنبيه آخر، وهو أن الحجامة سنة مستحبة في حق من احتاج إليها دون من لم يحتج إليها، كما أوضحناه في الفتوى رقم: 28338.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني