الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مذاهب العلماء في نظر المصلي وهو قائم

السؤال

إخواني، سؤالي هو: إذا صليت، وفي تكبيرة الإحرام، في أول الصلاة يكون نظري للإمام. فهل هذا صحيح أم إن النظر يكون إلى موضع السجود؟
وإذا كانت صلواتي خاطئة. هل أعيدها كلها وأنا لم أكن أعلم أن النظر يكون لموضع السجود؟
أرجوكم ردوا عـلى سؤالي.
علمت بأنني كنت أعيد التكبيرات كثيرا؛ لأن لدي مثل هذه الوسوسة في أنني لم أكبر بالطريقة الصحيحة، وهي تأتيني كثيرا في الصلاة، والوضوء، والطهارة، وسأذهب للعلاج النفسي قريبا بإذن الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالنظر إلى موضع السجود عند القيام في الصلاة، مستحب، فلا تبطل الصلاة بتركه، وقد اختلف العلماء في نظر المصلي حال قيامه في الصلاة، فقال الجمهور باستحباب نظره إلى موضع سجوده، وقال المالكية ينظر قدامه، ولم يختلفوا في أن من ترك النظر إلى موضع السجود فصلاته صحيحة، فغاية هذا الأمر أن يكون مستحبا.

قال ابن قدامة رحمه الله: فَصْلٌ: يُسْتَحَبُّ لِلْمُصَلِّي أَنْ يَجْعَلَ نَظَرَهُ إلَى مَوْضِعِ سُجُودِهِ. قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ حَنْبَلٍ: الْخُشُوعُ فِي الصَّلَاةِ: أَنْ يَجْعَلَ نَظَرَهُ إلَى مَوْضِعِ سُجُودِهِ. وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، وَقَتَادَةَ، وَحُكِيَ عَنْ شَرِيكٍ، أَنَّهُ قَالَ: يَنْظُرُ فِي حَالِ قِيَامِهِ إلَى مَوْضِعِ سُجُودِهِ، وَفِي رُكُوعِهِ إلَى قَدَمَيْهِ، وَفِي حَالِ سُجُودِهِ إلَى أَنْفِهِ، وَفِي حَالِ التَّشَهُّدِ إلَى حِجْرِهِ. انتهى.

وأما الوسوسة فعلاجها الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، فلا تُعِد شيئا من التكبير أو غيره مهما وسوس لك الشيطان أنه قد وقع منك خطأ، بل امض في صلاتك متجاهلا الوساوس، معرضا عنها، نسأل الله لك الشفاء والعافية؛ وراجع للفائدة الفتوى رقم: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني