الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما رأيكم في قول: إما أن يحافظ المرء على الصلوات كلها، أو يتركها كلها؟

السؤال

لي صديق لا يصلي، وعندما أنصحه بالمحافظة على الصلاة، يقول لي: إما أن يحافظ المرء على الصلوات كلها، أو يتركها كلها، فلا ينفع أن يصلي بعض الصلوات ويترك بعضها، أو يصلي أحيانًا ويترك الصلاة أحيانًا، فما حكم هذا القول؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يهدي صديقك إلى الصلاة، وقبل أن نُجيب سؤالك، ننصحك أن تنوع طرق النصح، ولا تلتفت لما يُلقيه من شبهات يحيد بها عن الموضوع.

وأما ما ذكره لك فغير صحيح؛ فإن فعل كل صلاة بنفسها من المعروف الواجب، ومن ثم فلا يستوي من صلى بعضًا وترك بعضًا مع من ترك الصلاة بالكلية، فالأول فعل بعض المعروف، والثاني ترك ذلك المعروف كله، على أن الذي يُصلي ويترك يسلم من التكفير عند بعض أهل العلم - الذين يكفرون تارك الصلاة بالترك الكلي المطلق - قال ابن تيمية - رحمه الله -: فأما من كان مصرًّا على تركها لا يصلي قط، ويموت على هذا الإصرار والترك فهذا لا يكون مسلمًا؛ لكن أكثر الناس يصلون تارة، ويتركونها تارة، فهؤلاء ليسوا يحافظون عليها، وهؤلاء تحت الوعيد، وهم الذين جاء فيهم الحديث الذي في السنن حديث عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خمس صلوات كتبهن الله على العباد في اليوم والليلة من حافظ عليهن كان له عهد عند الله أن يدخله الجنة، ومن لم يحافظ عليهن لم يكن له عهد عند الله، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له»، فالمحافظ عليها الذي يصليها في مواقيتها، كما أمر الله تعالى. والذي يؤخرها أحيانًا عن وقتها، أو يترك واجباتها، فهذا تحت مشيئة الله تعالى، وقد يكون لهذا نوافل يكمل بها فرائضه، كما جاء في الحديث.

وانظر الفتوى رقم: 139732، وتوابعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني