الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعاء المصر على كشف ما فوق ركبته

السؤال

أخي يلبس بنطالا فوق الركبة، ونصحته وهو مصر على ذلك، ثم نصحته مرة أخرى فقلت له: ابتعد عن
ذلك حتى يستجيب الله دعاءك. فهل نصيحتي له صحيحة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما فوق ركبة الرجل عورة عند جمهور أهل المذاهب الأربعة، وهو الراجح ؛ كما سبق في الفتويين: 15390، 136124.
وعلى ذلك يكون كشف ما فوق الركبة من جملة المعاصي التي تجب التوبة منها. وقد بينا خطورة الإصرار على المعصية في الفتويين: 246751، 54604.

ولا شك أن دعاء العبد المطيع المتقي أقرب إلى الإجابة من دعاء العاصي، ولذلك استحب العلماء للداعي أن يقدم بين يدي حاجته التوبة والاستغفار. وقد قال الله تعالى على لسان نوح عليه السلام: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً [نوح: 10 - 12] وانظري الفتوى رقم: 232450.

إلا أن هذا لا يعني عدم استجابة دعاء العاصي بإطلاق، كيف ذلك، وقد يستجيب الله الدعاء من الكافر؟! قال سفيان بن عيينة: لا يمنعنّ أحدكم من الدعاء ما يعلم من نفسه، فإن الله عز وجل أجاب دعاء شر الخلق إبليس لعنه الله إذ قال: (قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ) [الحجر:36-37]
فينبغي أن تكون نصيحتك قائمة على توضيح الحكم الشرعي له، وحثه على الطاعة والامتثال لحكم الشرع ، وتذكيره بحق الله عليه، وترهيبه من ارتكاب ما نهى الله عنه ورسوله عليه الصلاة والسلام، وخطورة الإصرار على المعصية، وسوء عاقبة ذلك في الدنيا والآخرة، مع ترغيبه فيما عند الله للمتقين من خير وبركة في الدنيا والآخرة.

ولا بأس بالإشارة إلى مسألة إجابة الدعاء على ما سبق توضيحه. ولمزيد الفائدة عن شروط وأسباب إجابة الدعاء انظري الفتوى رقم: 11571.
وراجعي بخصوص آداب النصح وأساليب الدعوة الفتويين التاليتين: 13288 ، 193825.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني