الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف نشأ المذهب الجعفري؟ وهل هو مذهب خامس؟

السؤال

كيف نشأ المذهب الجعفري؟ وهل يصح أن يقال إنه ليس إلا مذهبًا خامسًا مع المذاهب الأربعة المعروفة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالإمام جعفر الصادق من أئمة الفقه، حتى قال عنه أبو حنيفة: ما رأيت أحدا أفقه منه. وذكره ابن حبان في كتاب الثقات وقال: كان من سادات أهل البيت فقهًا وعلمًا.

وقال الذهبي في الكاشف: صدوق فقيه إمام.

ولكن جرى لفقهه ما جرى لفقه الأئمة المتقدمين، فحفظت منه مسائل، ولكن لم يدون بكامله، كما حصل مع مذاهب الأئمة الأربعة: أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، ولم يتسلسل التمذهب به عند أهل السنة، ولكن انتحل مذهبه قوم من المبتدعة، فأدخلوا عليه ما ليس منه، بل كذبوا عليه في أصول الدين وفروعه، وقد ظهر أوائلهم في حياته فقال عنهم ـ رحمه الله ـ : من زعم أني إمام معصوم، مفترض الطاعة، فأنا منه بريء، ومن زعم أني أبرأ من أبي بكر وعمر، فأنا منه بريء. ذكره الذهبي في ترجمته في سير أعلام النبلاء، وقال: كان يغضب من الرافضة، ويمقتهم إذا علم أنهم يتعرضون لجده أبي بكر ظاهرًا وباطنًا، هذا لا ريب فيه، ولكن الرافضة قوم جهلة، قد هوى بهم الهوى في الهاوية، فبعدًا لهم. اهـ.

ولذلك سبق أن نبهنا في الفتوى رقم: 94222 على أن ما يزعم المبتدعة أنه من كلام الإمام جعفر فمردود؛ لعدم نقل الثقات له، ولمصادمة كثير منه للنصوص الشرعية، ومن المعلوم أنه كان من أشد الناس اتباعًا لهذه النصوص!

وأما كيفية نشأة المذهب المعروفي اليوم بالمذهب الجعفري، وتاريخ تدوينه، وأنه لا علاقة له بالمذاهب السنية، فللوقوف على ذلك يحسن الرجوع لكتاب غرائب فقهية عند الشيعة الإمامية للعلامة محمود شكري الألوسي. ومقدمة تحقيقه للدكتور مجيد الخليفة، وهو متوفر على الشبكة العنكبوتية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني