الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشروعية الاستخارة عند التردد بين أمرين

السؤال

أعلم أنّ الاستخارة ليست للاختيار بين أمرين يتردد الإنسان بينهما، وإنما لأمرٍ يريده الإنسان ويرغبه، فيستخير الله، ويوكل أمره إلى الله أن ييسره إن كان فيه خير، أو يرده إن كان فيه شر.
لذلك لستُ أدري ماذا أفعل الآن، وعلى أي أمرٍ أستخير، فأنا في حيرة شديدة جداً بين أن أبقى في عملي، ولي فيه راتب مرتفع جداً والحمد لله، ولكنّي أكرهه كثيراً، ووجودي فيه قد سبب لي اكتئابا وضيقا، علماً أنني استخرت قبل قبوله ويسره الله لي, ثم فوجئت بعدَ قبوله بأشياء لم أتفق عليها معهم مسبقاً.
وبين أن أتقدم إلى عملٍ آخر، فرص قبولي فيه عالية جداً، ولكن الراتب تقريباً ثلث راتبي الحالي، ولا أدري إن كنتُ سأسعدُ فيه أم لا.
وكذلك تقديمي للعمل الجديد يتطلب تقديم بعض الأوراق التي تتطلب مبلغاً مالياً كبيراً نسبياً لإصدارها.
ماذا أفعل وعلى أيّ أمرٍ أستخير؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكما تشرع الاستخارة لمن همَّ بأمر مباح ، فإنها تشرع كذلك عند التردد بين أمرين ، فالمراد بالاستخارة كما قال ابن حجر العسقلاني:" طَلَب خَيْر الْأَمْرَيْنِ لِمَنْ اِحْتَاجَ إِلَى أَحَدهمَا" وانظري الفتويين: 17290، 4823.

وعلى ذلك فتشرع الاستخارة في أي من الأمرين، سواء البقاء في العمل الأول أو الالتحاق بالعمل الثاني. ولا بأس بأن تستشيري العقلاء ممن تعرفين من أهل الخير والصلاح القريبين منك ممن يعرفون أحوالك، فسيكونون ـ بإذن الله ـ أبصر بك ، وبما يصلحك إن شاء الله. وانظري الفتوى رقم: 17513.
وهذا كله في حال استواء العملين من الناحية الشرعية، وإلا فلتقدمي العمل المنضبط بالشرع، وما تكونين فيه أقرب إلى الله تعالى، علما بأن قرار المرأة في بيتها أولى. وراجعي الفتوى رقم: 124606. وإحالاتها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني