الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مجالسة أصحاب الفسق والشهوات تجر لمستنقع الرذيلة

السؤال

ما حكم الكلام، والمزاح، والضحك مع الذين عندهم استخفاف بالدين، ويمارسون مقدمات اللواط، ويتلفظون بالألفاظ البذيئة، علما بأنه ليس هناك غيرهم في الصف الدراسي الذي أدرس فيه، إلا مجموعة من الأشخاص يتكلمون من ورائي، ويغتابونني، علما بأني أقضي في هذا الصف الدراسي ربع يومي تقريبا؟
وما هي حدود صلة الرحم التي إذا فعلتها لا أعتبر قاطعا؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإنه لا ينبغي للمسلم مجالسة هؤلاء، ولا المباسطة معهم؛ لأنها مضرة في الدين والدنيا, لأنهم قد يؤثرون على من يصاحبهم، ويجرونه إلى مثل صنيعهم, فالصاحب ساحب، ومن جالس جانس، كما قيل.

وأيضا فإن أمثال هؤلاء الفساق المتبعين لشهواتهم، وأهوائهم، دائما وأبداً يريدون من الناس أن ينحرفوا إلى مستنقع الرذيلة كما انحرفوا، قال الله سبحانه: وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا {النساء:27}.

قال ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية: أي: يُريد أتباع الشياطين من اليهود والنصارى، والزناة {أَنْ تَمِيلُوا} يعني: عن الحق إلى الباطل. انتهى.

وجاء في تفسير الألوسي عند هذه الآية: وعن مجاهد: أن تزنوا كما يزنون. انتهى.
فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم–: لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي. رواه أحمد وأبو داود وغيرهما، وحسنه الألباني.

جاء في فيض القدير عند شرح هذا الحديث: وكامل الإيمان أولى؛ لأن الطباع سراقة، ومن ثم قيل: صحبة الأخيار تورث الخير، وصحبة الأشرار تورث الشر، كالريح إذا مرت على النتن حملت نتنا، وإذا مرت على الطيب حملت طيبا. انتهى.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما مثل الجليس الصالح، والجليس السوء كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحاً خبيثة. رواه البخاري ومسلم.

جاء في فتح الباري: وفي الحديث النهي عن مجالسة من يتأذى بمجالسته في الدين والدنيا، والترغيب في مجالسة من ينتفع بمجالسته فيهما. انتهى.

وقد سبق لنا بيان أضرار ومخاطر مخالطة رفقاء السوء، وبيان أثر الجليس الصالح، والجليس السوء، في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 69563، 76546، 24857، 34807.

كما سبق بيان الخطوات المعينة على تجنب رفاق السوء في الفتوى رقم: 9163.

وبيان وسائل المحافظة على الإيمان، وتقويته في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 56498، 10800، 31768.

وراجع في حدود صلة الرحم الفتاوى التالية أرقامها: 18350/ 96627 / 187609

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني