الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التخلية والتحلية وسيلة تجنب الفتنة بالنساء

السؤال

أنا شاب عمري 18 سنة، ملتزم والحمد لله، ولكن لدي صديق، وهو أخ بالنسبة لي، وأحب أن أخدمه في كل شيء، وله أخت تفكر فيها نفسي أحيانا، ولكنني أنهاها، ولكن من الصعب أن أبتعد عن التفكير فيها. وفي نفس الوقت عندما أريد تقديم المساعدة لصديقي، بعد تقديم المساعدة تحدثني نفسي في مدحهم إياي أمامها، وحتى إنني عندما أتحدث في الدين، أو أعمل عملا لله، تحدثني نفسي أن أمدح أمامها، وأنا أسأل الله الإخلاص.
فما السبيل لترك التفكير في تلك الفتاة، وأحيانا ألعب مع أخيها الصغير، فتحدثني نفسي أن الناس سيقولون إني ألعب معه من أجل أخته؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالسبيل إلى ترك التفكير في تلك الفتاة إن كنت لا ترجو نكاحها أمران: التخلية، والتحلية كما يلي:
ـ أما التخلية : فقطع كل العلائق التي تربطك بها، أو تذكرك بها، ولو أدى ذلك إلى الابتعاد عن صديقك؛ فإن السلامة في الدين لا يعدلها شيء، وقد قال النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء. متفق عليه. وفيهما من حديث النعمان بن بشير مرفوعا: فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ. اهـ.
ـ وأما التحلية : فبأن تشغل قلبك بما يملأ فراغه من محابّ الله تعالى من الطاعات، والعبادات والأذكار، فإنما وصل حبها إلى فؤادك لما وجد به فراغا، فإن القلب المشغول بمحابّ الله لا يُشغل بضد ذلك، وعندئذ تندفع عنك شكوك الرياء، وطلب محبة غير الله بالعمل.

وهذا العلاج قد بينه شيخ الإسلام ابن تيمية في الجملة، ونقلناه لكم في الفتوى رقم: 132387.

وللمزيد في علاج داء الحب، وبيان خطره تنظر الفتوى رقم: 9360، والفتوى رقم: 117632.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني