الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسح قنوات تلفزيونية وأمره أبوه بإرجاعها

السؤال

أبي لديه دش، ومئات القنوات، فقمت بمسح القبيح منها. وعندها حصلت مشكلة بيني وبينه، وقال لي إن الدش لي، وقال إن علي أن أرجع القنوات كلها، أمرني بالقوة. خفت منه، وأجريت بحثا من جديد عليها كلها.
هل علي شيء من الإثم بسببها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنشكر لك غيرتك على محارم الله عز وجل.
واعلم أنه يراعى عند تغيير المنكر النظر إلى مآلات ذلك، فإن كان يؤدي إلى منكر أكبر منه، أو نفور المدعو من الحق ومزيد معاندته، فحينئذ لا يشرع تغييره؛ وانظر للفائدة الفتوى رقم: 26058
وراجع بخصوص الإنكار على الوالدين الفتوى رقم: 134356
وبخصوص القنوات المذكورة، فإن كان والدك لا يشاهد المحرمات من خلالها، وإنما ينتقي منها الأمور الطيبة والمباحة، فحينئذ تلزمك طاعته في إرجاعها، بل لا تجوز لك إزالتها أصلا؛ لأن الجهاز ليس ملكك.
أما إن كان والدك يشاهد المحرمات من خلالها، فلا يجوز لك إرجاعها مرة أخرى، وبين له أنك لم تمتنع من إرجاعها عقوقا له، أو استهانة به، وإنما خوفا عليه من غضب الله تعالى، وخوفا على نفسك أيضا؛ لأنه لا يجوز لك إرجاعها أو إعانته على ذلك؛ لعموم قوله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}. اللهم إلا إذا أكرهت على ذلك إكراها معتبرا شرعا، أما مجرد الأمر بذلك فلا يكون إكراها. وانظر الفتاوى أرقام: 35101 ، 24683، 204502
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني