الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قول الزوج: (اعتبريها واحدة) بعد أن كتب لزوجته: أنت طالق من الآن.

السؤال

زوجي كان في خصام مع زوجته الأولى، وكان بينهما طلاق، وزوجي كان يمتنع عن الحديث معي؛ لأني في بلد وهو في بلد، وكان يلومني أني أنا سبب طلاقهما عندما يتحدث معي؛ لأنها خيرته بيني وبينها.
شعرت بالقهر، وقلت: أرجعها وطلقني، بعد أن نعقد عقدا رسميا في المحكمة؛ لأن زواجنا غير موثق رسميا، وكان هدا الحديث عبر دردشة بالنت، فهو قال فورا في الحال وكتب " أنت طالق من الآن "
فهل وقع الطلاق؟
بعد أشهر سألته: هل كان ينوي طلاقي؟ قال لي: اعتبريها واحدة.
ومنذ ذلك اليوم وأنا أعاني من شك الطلاق.
مرة تشاجرت معه، وكان شيء يقول لي: قولي له: حد الله بيني وبينك. فقلتها له، وحسب ما أتذكر أنه قال: على راحتك، أو لفظ شبيه، مع العلم أني لم أكن أعرف ما هو الظهار، ولكن كان في بالي أن لا يلمسني، وسنعيش غرباء، وسأظل في بيت الزوجية أربي ابني الذي سيولد، وهو الذي سيظل يجمعنا.
فهل وقع طلاق؟
الآن انتهت مشاكلنا، ونعيش سعداء، لكن أصبحت أسترجع أحداث الماضي، وأشك في كل لفظ مني، أو منه، وهل وقع طلاق؟ وأعاني من التعب النفسي، ووسواس قاهر، أحيانا أفقد السيطرة على نفسي، وأظل أبكي من الوسواس. تراودني أفكار أني محرمة عليه.
لم أسأله، ولم أخبره بوساوسي، والأفكار التي في بالي لأني خائفة أن يكون ما عندي وسواس، ويصاب هو أيضا به.
ماذا أفعل؟
أرجوكم أفيدوني.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالظاهر من قول زوجك لك: "اعتبريها واحدة" أنه قصد الطلاق بالجملة الصريحة التي كتبها، وعليه فقد وقعت تلك الطلقة، وحيث لم تكن مكملة للثلاث، فمن حقّه مراجعتك في عدتك بالقول، أو الفعل؛ وانظري الفتوى رقم: 54195.
وأما قولك له: " حد الله بيني وبينك" ورده عليك بقوله: "على راحتك" فلا يترتب عليه شيء.
فأعرضي عن الوساوس ولا تسترسلي معها، واستعيني بالله ولا تعجزي، واشغلي وقتك بما ينفعك في دينك ودنياك.
وللمزيد فيما يتعلق بالأمور المعينة على التخلص من الوساوس راجعي الفتاوى أرقام : 39653، 103404،97944 ، 3086، 51601 . ولمزيد من الفائدة ننصحك بمراجعة قسم الاستشارات النفسية بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني