الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من نزل برنامجا لغيره ويخشى استخدامه في محرم

السؤال

قمت بتنزيل تطبيق الواتس اب لأخي، فهل أتحمل وزر ما يصله أو يرسله من الموسيقى والأغاني وتضييع الوقت؟ وما الحل؟.
أفيدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فإن كنت لا تعلم أن أخاك سيستعمل البرنامج في أمر محرم، فإنه لا حرج عليك في تنزيله له ولا تأثم أنت ـ إن شاء الله تعالى ـ إن استعمله في محرم, وأما إن كنت تعلم ابتداء أن أخاك سيستعمله في أمر محرم، فإنك تأثم بتنزيله له لكونك أعنته على فعل المحرم, وقد دل الشرع على أن من تسبب في معصية شارك في وزرها، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث جرير بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:... وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ.

قال في أضواء البيان: وَإِنَّمَا أُخِذَ بِعَمَلِ غَيْرِهِ، لِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي سَنَّهُ وَتَسَبَّبَ فِيهِ، فَعُوقِبَ عَلَيْهِ مِنْ هَذِهِ الْجِهَةِ، لِأَنَّهُ مِنْ فِعْلِهِ.. اهـ.

والحل هو أن تنصح أخاك وتذكره بالله تعالى، فإن انتصح فذاك، وإن أصر على استعماله في المحرم واستطعت أن تزيل البرنامج من جهازه من غير ضرر تعين عليك إزالته، وإلا فقد فعلت ما تقدر عليه، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ومن تاب تاب الله عليه, وانظر الفتوى رقم: 172419، فيمن ساعد على نشر معصية وتاب منها وبقي من يتعاطاها هل يكتب عليه الإثم بعد توبته؟.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني