الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوفيق بين الوظيفة والقيام بحقوق الأولاد والزوجة، والوالدين

السؤال

أواجه مشكلة التوفيق بين القيام بواجباتي الوظيفية والقيام بواجباتي العائلية تجاه بيتي وأولادي وزوجتي، وواجباتي تجاه والدي، حيث إن ظروف عملي تستنزف جل وقتي، ومسؤولية بيتي كذلك حيث أعيل طفلين صغيرين، وأجد نفسي مقصرًا تجاه والدي وأشعر بالذنب، والحالة النفسية سيئة؛ لأنني لا أستطيع أن أقدم لهم الكثير من العناية والرعاية، علمًا بأنني لا أقطعهما من الزيارة والاتصال، لكن خوفي من الله يجعلني دائمًا في حيرة وألم ومعاناة، أرجو منكم التوجيه والنصح والإرشاد - جزاكم الله خيرًا -.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فننصحك بالاستعانة بالله تعالى في تنظيم وقتك، وبرمجته بحسب طاقتك حتى تعطي لكل ذي حق حقه، وأكثر من مطالعة كتب السيرة والشمائل النبوية، والكتب التي تتحدث عن أحكام العشرة، وفضائل البر وصلة الرحم، وفضل النفقة على الأهل، وحسن عشرتهم، إضافة إلى الاطلاع على ما تيسر من الكتب والدورات المفيدة في إدارة الوقت وتنظيمه، واحرص على التوازن في أمورك، والقيام بما يجب عليك في حق الجميع حتى تعطي كل ذي حق حقه؛ لحديث: إن لربك عليك حقًّا, وإن لبدنك عليك حقًّا, وإن لأهلك عليك حقًّا، وإن لزورك عليك حقًّا, فأعط كل ذي حق حقه. متفق عليه، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص.

فالسعادة والفلاح في التوازن، وبذل الحقوق إلى أصحابها، فمن حق الله تعالى عليك أن تحافظ على الصلوات كلها في جماعة, وأن تتقرب إليه بالنوافل من صيام، وصلاة، وصدقة، ونحو ذلك، ومن حق أهلك عليك أن تقضي معهم وقتًا كافيًا يفي بحاجتهم التربوية، والنفسية، والعلمية، فإذا تقرر هذا فينبغي أن يوفق الشخص بين عمله وبين هذه المتطلبات, ويبذل من الأسباب ما يوصله إلى هذه النتائج، وراجع الفتويين رقم: 66308، ورقم: 52011.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني