الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الملابس إذا لامسها خرطوم المياه الملقى في أرضية الحمام

السؤال

لقد اعتمرت منذ أقل من أسبوع، وأنا مصابة بالوسواس القهري؛ فأتوضأ لكل صلاة بصعوبة شديدة، وكذلك أتوضأ للعمرة عندما أصل إلى الحرم، حتى لا أشك في انتقاض وضوئي، والمشكلة أني أحتاج لدخول للحمام، وعندما كنت أغسل نفسي، لمس الخرطوم المستخدم للتشطيف كمي، وهو يكون مرميًا على الأرض في الحمام، وغالبًا الأرض فيها نجاسة؛ لأنه حمام بلدي وليس إفرنجيًا، ولكني لست متيقنة مئة في المئة من نجاسته، وعندما خرجت من الحمام غسلت كمي، وأنا أرتدي عباءتي بشكل عادي، ولم أخلعه، فكنت أغمره بالماء هو وذراعي، ثم أعصره عدة مرات، ثم توضأت، واعتمرت، ولكني كنت أشك في أنني غير طاهرة، ولكن هذا أقصى ما أستطيع، خاصة أن زوجي مكث فترة طويلة ينتظرني ومعه ابني، وتعب من الانتظار، ولكني قلت في نفسي: سأنهي العمرة وأعود إلى البيت، وأخلع كل هذه الثياب، ولن أصلي بها ولكن أدركنا الفجر بعد الانتهاء من العمرة مباشرة، وكان الحرم مزدحمًا، وزجي يرغب في الصلاة في الحرم، وهو على يقين أنني على وضوء والأمر سهل، فقلت في نفسي: أنت غير متيقنة من النجاسة، والدليل على ذلك أنك قمت بالعمرة بهذه الثياب، فلتصلي بها، ولكنني أحتاج لدخول الحمام والوضوء، فنزلت للحمام وتكرر الأمر مرة أخرى، فلمس الخرطوم عباءتي، ولكن هذه المرة لم أستطع تحديد المكان بالضبط، فقد لمس ظهري، وكنت هذه المرة خوفًا من حدوث هذا الأمر قد غسلت طرف الخرطوم، ولكن ما لمسني هو منتصف الخرطوم تقريبًا، فماذا أفعل؟ وكانت نفسيتي متعبة جدًّا، فقمت من الحمام، وكانت هناك نجاسة على الأرض أراها بعيني، ولكنها في ناحية أخرى من الحمام ولكن لست متيقنة أن الخرطوم نجس، ولكن بنسبة كبيرة هو نجس؛ لأن أرضية الحمام متنجسة في مكان ما، ولكني قمت وتوضأت دون غسل ثوبي؛ لأني في هذه الحالة سأغسل ظهري كله، وفي نفس الوقت ليس هناك وقت لأعود للفندق لأصلي؛ لأن الفجر سيكون قد فات وقته، ولن أجد مواصلات، وسيغضب زوجي مني، وسيقول لي: إنني موسوسة، ولن يرضَ بالعودة للبيت، فتوضأت وصليت الفجر في جماعة، ولا أدري هل صلاتي صحيحة؟ وهل عمرتي صحيحة أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد بينا في الفتويين: 213760، 132515 أن الماء الموجود على أرضية الحمام، طاهر في الأصل، ومثله ما مسه من خرطوم ونحوه.

وعليه فطهارتك صحيحة، وعمرتك، وصلاتك - إن شاء الله -.

ولا تلتفتي لهذه الوساوس، والقاعدة أنه لا ينجس شيء بالشك.

ونسأل الله أن يعافيك من الوسوسة، وننصحك بملازمة الدعاء، والتضرع، وأن تلهي عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا.

وراجعي الفتاوى: 3086، 51601، 147101، وتوابعها، وراجعي الفتوى رقم: 236527 بخصوص وساوس الطهارة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني