الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آفات العادة السرية وعواقبها المرة

السؤال

لن أطيل عليكم، وسأعرض مشكلتي التي تكاد تصيبني بالجنون، واليأس، وربما الانتحار.
بداية أنا طالب في كلية الصيدلة، وفي آخر سنة لي. وقريبا بإذن الله سأتخرج، ولكنني منذ 10 سنوات مارست العادة السرية، وأصبحت أمارسها من 2003 إلى 2010 وفي هذه الأعوام أقسمت بالله، وحلفت على المصحف الشريف مرارا وتكرارا على عدم فعلها، ولكن الشهوة كانت تعميني، وكانت مسيطرة علي. وطيلة هذه الأعوام كنت أشعر بأن الله غاضب علي؛ لعدم الوفاء بما حلفت به، ولكنني في عام 2010 حلفت بالمصحف الشريف على ألا أفعلها لمدة عام كامل، وفعلا حققت ذلك، وفعلتها بعد عام.
ومن ثم حلفت ألا أفعلها مجددا، ولكنني فعلتها، وأصبحت أفعلها بشكل شبه يومي.
أنا لا أريد أن أخسر الدنيا، ولا أريد أن أخسر الآخرة، ولا أريد أن أكون كمن قال الله فيهم: أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون.
ولكن الشيء الذي أرهقني مجددا، وجعلني أفعلها مرارا وتكرارا هو وسواس قهري سيطر علي، وجعلني أعتقد بأنني سأصاب بالشذوذ الجنسي إن لم أفعلها، وأشعر بأن هناك ألما في دبري يجعلني أشعر بأنني سأصبح شاذا، ولن أتزوج النساء، وأنجب الأولاد، مع العلم أنني لم أتعرض إلى أي أشياء من هذا القبيل ولله الحمد والشكر، بل إنني لم أمارس الزنا أبدا في حياتي، بل كان الأمر كله عن العادة التي أوصلتني إلى هذا الوسواس.
مؤخرا أصبحت أشعر أنني سأكون شاذا في المستقبل، وحين ينتابني هذا الشعور أذهب على الفور لأمارس العادة السرية، وأشاهد صور النساء، ومن ثم أشعر بالارتياح، ومجددا أندم وأستغفر الله، وأقول بأنني لن أفعلها مجددا، ولكن وسواس الشذوذ وألم الدبر الذي أشعر به يجبراني على فعلها مجددا.
أصبحت أعيش في دوامة لا يعلم بها إلا الخالق عز وجل، ولا مخرج منها إلا برحمة من الله أولا، ومن ثم كلامكم الطيب وجوابكم الكافي. أرجوكم أفيدوني وجدوا حلا لعلتي جزاكم الله خيرا.
وقبل أن أنهي السؤال أريد أن ألحقه بسؤال آخر يتعلق بالحلف بالله وعدم الوفاء بالحلف، وما في حكمه.
والدعاء على النفس وما في حكمه.
جزاكم الله خير الجزاء.
أفيدوني.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالعادة السرية محرمة، كما بينا بالفتوى رقم:7170.

وراجع للفائدة الفتوى رقم: 69427.

وراجع الفتوى رقم: 177625، بخصوص الأيمان التي حلفتها ولم تكفرها.

وراجع للفائدة كفارة العهد على ترك معصية بالفتوى رقم: 191467.

ونوصيك بمراقبة الله، واستشعار اطلاعه عليك، وأنك موقوف بين يديه، وليكن رضاه تعالى أحب وأحظى عندك من كل شيء، وادع الله دعاء الغريق، عسى الله أن يتوب عليك، ويوفقك، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 12873.

وراجع للفائدة كذلك الفتوى رقم: 57110، وليس علاج الخوف من الشذوذ باللجوء للعادة السرية، إذ كيف يفر المرء من الحرام إلى الحرام؟ وكيف يستعين بالمعصية على الوقاية منها؟ وإنما العلاج الصحيح يكون باللجوء إلى الله تعالى، والاستعانة به سبحانه؛ لأنه لا حول ولا قوة إلا به، أي لا تحول لأحد عن معصيته إلى طاعته إلا به سبحانه وتعالى.

وقد بينا بالفتوى رقم: 108961تحريم الدعاء على النفس.

ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني