الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

"يا ابن آدم خلقتك لعبادتي فلا تلعب.." خبر إسرائيلي

السؤال

أبحث عن حديث قدسي يخاطب فيه المولى سبحانه وتعالى عبده ويقول بجزء منه: ....... قسمت لك رزقك فلا تتعب... فإن أنت رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك وبذلك كنت عندي محموداً... وإن لم ترض بما قسمته لك فوعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا...و...(ثلاثة أمور) أرجو الإفادة بنص الحديث القدسي كاملا ومراجعه. وجزاكم الله الجنة ونعيمها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد صرح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أن هذا الحديث من الإسرائيليات، كما في مجموع الفتاوى، فقال: وفي حديث إسرائيلي: يا ابن آدم خلقتك لعبادتي فلا تلعب، وتكفلت برزقك فلا تتعب، فاطلبني تجدني، فإن وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء. انتهى.
وذكر قريباً منه ابن كثير في البداية والنهاية، وهو أيضاً من الإسرائيليات فقال: وقال عبد الرزاق : حدثني بكار بن عبد الله عن وهب قال: قرأت في بعض الكتب فوجدت الله تعالى يقول: يا ابن آدم ما أنصفتني تذكرني وتنساني، وتدعو إلي وتفر مني، خيري إليك نازل، وشرك إلي صاعد، ولا يزال ملك كريم قد نزل إليك من أجلك، يا ابن آدم إن أحب ما تكون إلي وأقرب ما تكون مني إذا رضيت بما قسمت لك، وأبغض ما تكون إلي وأبعد ما تكون مني إذا سخطت بما قسمت لك، يا ابن آدم أطعني فيما أمرتك، ولا تعلمني بما يصلحك، إني عالم بخلقي، وأنا أعلم بحاجتك التي ترفعك من نفسك، إني إنما أكرم من أكرمني، وأهين من هان عليه أمري، لست بناظر في حق عبدي حتى ينظر العبد في حقي.
وبناء على ذلك.. فلا يصح نسبة هذا الكلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان يجوز التحديث به للعظة والاعتبار، مع بيان أنه ليس من حديث النبي صلى الله عليه وسلم في شيء، روى أحمد وأبو داود عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج."
قال في عون المعبود: وقال مالك : المراد بجواز التحديث عنهم بما كان من أمر حسن، أما ما عُلم كذبه فلا، قاله في الفتح.ا.هـ
ولمعرفة المزيد عن ضوابط التحديث عن بني إسرائيل راجع الجواب رقم: 9067
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني