الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شرح مقولة: من توكل لم يهتم

السؤال

أريد شرح عبارة: من توكل لم يهتم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فجملة: (من توكل لم يهتم) ليست قرآنًا، ولا حديثًا حتى يُحتفى بها، ويُهتم بتفسيرها, وحسبنا ما جاء في الكتاب، والسنة من النصوص في فضل التوكل, ولعلها مقولة لبعض الحكماء، وقريب منها ما روي عن ذي النون المصري أنه قال: مَنْ وَثِقَ بِالْمَقَادِيرِ اسْتَرَاحَ ... وَمَنْ تَوَكَّلَ وُفِّقَ ... اهــ مختصرًا. رواه عنه أبو نعيم في الحلية.

ولعل مقصود قائلها أن مَنْ تَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ صدقًا من قلبه، وأيقن بأن الله يكفيه، لم يهتم، ولم يغتم لما يحصل بعد؛ لأجل يقينه بكفاية الله له.

ولا يصح أن يقال: (لم يهتم) أي: ببذل الأسباب فيتركها؛ لأن ترك الأسباب تواكل، ولا علاقة له بالتوكل، فالتوكل الحقيقي الذي هو اعتماد القلب على الله لا ينافي الأخذ بالأسباب، كما بيناه في الفتوى رقم: 216799.

والتوكل مع ترك الأسباب خلاف السنة، وقد يأثم صاحبه.

قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: مَنْ تَوَكَّلَ تَوَكُّلًا صَادِقًا فَلَمْ تَسْتَشْرِفْ نَفْسُهُ إلَى مَخْلُوقٍ، وَتَرَكَ السَّبَبَ وَاثِقًا بِوَعْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ خِلَافُ السُّنَّةِ، وَهَلْ يَأْثَمُ؟ عَلَى رِوَايَتَيْنِ. اهــ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني