الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس من السخرية بالدين بل وساوس شيطانية

السؤال

سأحاول الاختصار, أنا مريض بالوسواس القهري, أفكار سلبية دينية كثيرة، ولكن ما يحدث لي الآن هو عندما أسمع كلمة الله " عز وجل " أشعر برغبة في الضحك، مع أنه لا توجد أي صوره ذهنية، وأخاف السخرية عندما أستمع إليها أو أقرؤها, وكذلك في الصلاة أشعر برغبة في الضحك، فأخاف السخرية، وجربت طرقا كثيرة؛ البكاء, ضرب وجهي بشدة !! يا رب لا أحد فيكم يراه في أولاده, لدي شك كبير في يقيني، أشعر دائما أني مطرود من رحمة الله، وأمس كنت جالسا مع قريب لي، فقال لي: جهاز الكمبيوتر الخاص بك بطيء للغاية، في نفس اللحظة قلت له شتيمة، وفي نفس اللحظة كان يقول لي: ربنا معك. فأنا أكاد أزعم أني كنت أقصد الجهاز، وليس ما قاله لي.
والله والله أنا في عذاب منذ شهور، وأنا أصلي منذ شهور- والحمد لله - ولكن صلاتي لم تعد بخشوع ماذا أفعل؟ أحيانا أعيد الوضوء لشعوري أن شيئا خرج مني، وكذلك بعض الحروف أعيدها كثيرا في الصلاة مثل الراء، هل أنا لدي خلل؟ وأصبحت أضحك قاصدا؟ شيء يقول لي: أنت قاصد ومطرود من رحمة الله!! هل هذا حقيقي أم وهم ووسوسة؟ جزاكم الله كل خير، وأدخلكم فسيح جناته.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الذي تعاني منه من الوساوس التي لا علاج لها أمثل من الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وانظر الفتوى رقم: 51601، فمهما وسوس لك الشيطان بأنه قد خرج منك شيء فلا تلتفت إلى وسوسته، وإن وسوس لك أنك لم تنطق الحرف كما ينبغي فلا تلتفت إلى وسوسته، وأما الوسوسة في العقيدة فلا تضرك ما دمت كارها لها نافرا منها، وعليك أن تجاهد نفسك في التخلص منها حتى يعافيك الله تعالى، وأنت مأجور إن شاء الله على تلك المجاهدة، وانظر الفتوى رقم: 147101، وليس في شيء مما ذكرته سخرية أو استهزاء، بل هذا كله محض وسوسة، وقد بينا ماهية الاستهزاء المخرج من الملة في الفتوى رقم: 137818، فدع عنك هذا كله، ولا تلتفت إليه، ولا تعره اهتماما.

نسأل الله لك الشفاء والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني