الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أين يحرم من ذهب لجدة لعمل، وقال: إن بقي وقت فسأعتمر؟

السؤال

وصلت إلى جدة لإنهاء بعض المهام المتعلقة بعملي، وقلت إن وجدت وقتًا للعمرة، فسأقوم بها، وعندما وصلت علمت أن عملي سيستغرق يومين، وقال لي أحد الأصدقاء: إنه لا يمكن الإحرام من جدة إلا إذا مكثت فيها أكثر من ثلاثة أيام، وقد لا أستطيع البقاء لليوم الثالث، فهل يمكن الإحرام من جدة، أم يوجد حل آخر؟ فأفيدوني - جزاكم الله خيرًا -.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فما قاله لك صديقك، غير صحيح، وعليه أن يتقي الله تعالى، ويكف لسانه عن الفتوى، وقولك: (إن وجدت وقتًا) فهذا يعني أنك كنت مترددًا في العمرة، ولم تكن عازمًا عليها قبل مجيئك لجدة.

وإذا كان الأمر كذلك، وقد عزمت على العمرة وأنت في جدة، فإنك تحرم منها -متى شئت- فجدة ميقات لأهلها، ولمن أتى إليها وهو غير ناو النسك، ثم بدا له أن يحرم، فإنه يحرم منها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لما عين المواقيت: هُنَّ لَهُنَّ، وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِهِنَّ مِمَّنْ أَرَادَ الحَجَّ وَالعُمْرَةَ، وَمَنْ كَانَ دُونَ ذَلِكَ، فَمِنْ حَيْثُ أَنْشَأَ. متفق عليه من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-.

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-: بعض الناس يذهب إلى جدة لعمل، ويقول: إن بقي وقت فأنا آخذ عمرة، يعني ينوي من جدة؟

فأجاب بقوله: الذي قدم إلى جدة لعمل، وقال: إن تيسر لي عمرة أتيت بها، وإلا فلا، نقول: إن تيسر له، فيحرم من جدة، ولا شيء عليه؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "ومن كان دون ذلك -أي دون المواقيت- فمن حيث أنشأ. اهــ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني