الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلق زوجته وهو غاضب مرتين ثم قرر طلاقها في نفسه وأخبر أمه بطلاقها

السؤال

قمت بطلاق زوجتي مرتين في حالة غضب شديد وباستفزاز منها، وأنا منفصل عنها منذ فتره نتيجة لبعض المشكلات، وقررت في نفسي أنها طالق وقلت لوالدتي إنها طالق، فهل هذا يعنى أنها طالق؟ وهل في حالة الرجوع يجب وجود محلل؟ حيث إن العديد من الأقارب والأصدقاء يتدخلون هذه الأيام للصلح بيننا نظرا لوجود أولاد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت تلفظت بالطلاق مدركاً لما يصدر منك غير مغلوب على عقلك، فطلاقك نافذ، وانظر الفتوى رقم: 98385.

وأما مجرد نية الطلاق من غير تلفظ: فلا يقع بها طلاق، كما بيناه في الفتوى رقم: 136015.

وإخبارك أمّك بطلاق زوجتك إن كنت قصدت به إنشاء طلاق ثالث في حالة ما إذا كانت زوجتك لا تزال في عصمتك، فهي طلقة ثالثة تبين بها بينونة كبرى لا تحل لك بعدها حتى تنكح زوجا غيرك، وإن كان إخباراً عن الطلاق السابق، فلا يقع به طلاق آخر، جاء في فتاوى دار الإفتاء المصرية: الإخبار بالطلاق إن أمكن تصحيحه بجعله إخبارا عن طلاق سابق لا يقع به طلاق.

وعلى الاحتمال الأخير، فالزوجية لا تزال قائمة إذا كنت ارتجعتها بعد الطلقة الثانية، ولمعرفة ما تحصل به الرجعة شرعا راجع الفتوى رقم: 54195.

وإذا انقضت العدة قبل أن تراجعها، فلا تملك رجعتها إلا بعقد جديد.

وننبهك إلى أنّ الطلاق ليس بالأمر الهين، فينبغي ألا يصار إليه إلا عند تعذر جميع وسائل الإصلاح، وإذا استطاع الزوجان الإصلاح والمعاشرة بالمعروف ولو مع التغاضي عن بعض الهفوات والتنازل عن بعض الحقوق كان ذلك أولى من الفراق ولا سيما إذا كان للزوجين أولاد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني