الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في الدعاء بما دعا به الصحابة

السؤال

سمعت أن أبا هريرة- رضي الله عنه- دعا الله أن يرزقه علما لا ينسى، فدعوت الله بهذا الدعاء لنفسي.
فهل يجوز أن أدعو بهذا الدعاء؟ أم إن ذلك كان خاصا بأبي هريرة رضي الله عنه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فيجوز لك أن تدعو الله بهذا الدعاء، والحديث الذي فيه أن أبا هريرة- رضي الله عنه- قد دعا الله تعالى أن يرزقه علما لا ينسى، حديث ضعيف، فقد روى الحاكم فِي الْمُسْتَدْرَكِ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: كُنْتُ أَنَا، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَآخَرُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ: ادْعُوا، فَدَعَوْتُ أَنَا وَصَاحِبِي، وَأَمَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ دَعَا أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِثْلَ مَا سَأَلَكَ صَاحِبَايَ، وَأَسْأَلُكَ عِلْمًا لَا يُنْسَى. فَأَمَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْنَا: وَنَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَذَلِكَ، فَقَالَ: سَبَقَكُمَا الْغُلَامُ الدَّوْسِيُّ.
قال الحاكم: صحيح الإسناد. وتعقبه الذهبي، فقال: قلت: حماد ضعيف. انتهى. وضعفه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة.
وعلى فرض صحة هذا الحديث، فليس فيه دلالة على أنه دعاء خاص بأبي هريرة رضي الله عنه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني