الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الشك في الزوجة بمجرد التخيل

السؤال

عندي موضوعان:
الأول: أنا متزوج منذ 7 أشهر، وحياتي مستقرة ـ والحمد لله ـ ومنذ شهر أو أكثر بدأت أشك في أن زوجتي تخونني، على الرغم من أن ثقتي بها لا يمكن أن يتصورها شخص، وعندما أتخيلها تخونني أصدق ذلك التخيل، وأنزعج جدًّا، حتى بدأت المشاكل، وتطورت ووصلت إلى حد غير مقبول، فأي شيء يحدث في البيت أبدأ بالتحقيق معها.
الثاني: خلال هذه الفترة حلمت زوجتي بالتالي: أن طفلًا بيدها حديث الولادة، وهو يقول: الله أكبر، الله أكبر، الله اكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله، ويكررها ثلاث مرات.
س1: ما علاقة الحلم بالأمور التي تحدث في حياتنا؟
س2: أمي قالت لي: إن الله برأها، كما في قصة سيدنا عيسى ـ عليه السلام ـ المعروفة، فهل كلامها صحيح؟.
بحثت في الإنترنت فوجدت 90% من أعراض الحسد موجودة بي، فهل هذا ممكن؟ وما هي النصيحة من حضراتكم للتخلص من هذا الشيء؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالشك الذي لا يستند على أساس صحيح، وبينة واضحة لا اعتبار له، ولا سيما ما تعلق منه بالعرض، وعلى وجه أخص حين يكون من الزوج تجاه زوجته؛ لما جعل الله بينهما من الميثاق الغليظ، وهو العقد الشرعي الذي أحل الله به الزوج لزوجته، كما قال سبحانه: وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا {النساء:21}.

فالأصل في زوجتك سلامتها من ذلك كله حتى يثبت على وجه لا مرية فيه، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}.

وأنت بهذا الشك جنيت على نفسك بالحزن، والنكد الذي تعذبها به، وجنيت على زوجتك باتهامها بما هي بريئة منه، فالواجب عليك التوبة، واستسماح زوجتك، واحرص على أن تحسن صحبتها، وتعاشرها بالمعروف كأن شيئًا لم يكن، وأن تدفع عن نفسك تلك الخواطر.

ومن أهم ما ينبغي أن يكون محل اهتمام الزوج تربية زوجته على الدين، والإيمان، وطاعة الرحمن، وأن يكون قدوة لها في ذلك، فتكون قرة عين له حين يراها صالحة تخشى ربها، قال تعالى: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ {النساء:34}.

نقل أهل التفسير عن السدي، وغيره، أنه قال في معنى: حافظات للغيب ـ أي تحفظ زوجها في غيبته في نفسها وماله.

وقال البخاري في كتاب التفسير من صحيحه: حافظات للغيب ـ صائنات لنفوسهن في غيبة أزواجهن، كما يصنها في حضرتهم: بما حفظ الله ـ كما أمر الله تعالى، ومقابلة لوصية الله تعالى بهن، وأمره الرجال بحفظهن، والإحسان لهن. اهـ. ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 136427.

وأما هذه الرؤيا التي رأتها زوجتك: فلا نستطيع أن نجزم فيها بشيء؛ إذ لا علم لنا بتعبير الرؤى، وليس ذلك من شأن موقعنا، ولكنها رؤيا خير ـ إن شاء الله ـ ولا يبعد أن تكون مؤشرًا على براءة زوجتك وفقًا لما عبرتها بها والدتك.

ونقول بهذه المناسبة: إن من الغريب أن يكون أمرك مع زوجتك قائمًا على مجرد الشك، ومع ذلك يبلغ أمك، وربما غيرها، فهذا أمر خطير لما يتضمنه من قذف للزوجة، وراجع في القذف الفتوى رقم: 17640.

والحسد وما يمكن أن يترتب عليه من العين، أو المس، أو السحر، ونحو ذلك من الأمور الثابتة؛ ولذلك كله أعراضه التي يمكن أن يعرف بها، فإن غلب على ظنك حصول شيء من ذلك فبادر إلى الرقية الشرعية، وللمزيد يمكنك مطالعة الفتويين رقم: 7967، ورقم: 5252.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني