الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقه الأولويات في تربية النشء

السؤال

لقد راسلتكم في السابق بالسؤال رقم:2485650، بشأن تعلم كيفية تربية الأبناء بما يجعلهم في كبرهم يعلمون أنهم خلقوا عبادا لله ولخدمة دين الله في عملهم وبيوتهم وكل مناحي الحياة، وسألت عن تعليم فقه الأولويات والعبادات وسير الصحابة والصفات التي يجب أن أبحث عنها في الشيخ.. الذي سيعلمهم هذه الأمور، فما هو فقه الأولويات؟ وما هي العلوم المماثلة التي يجب أن أعلمها له أو أطلب أن يتعلمها؟ وما هي صفات المعلم التي يجب أن أنظر لها أو أبحث عنها فيه، حاليا أجلس مع شباب المسجد الصغار وأحاول أن أربطهم بسير الصحابة في هيئة دروس ومسابقات، لكنني أشعر بأنني غير قادر على إرساء المبادئ المشار إليها أعلاه، فكل جلستي معهم ساعة في الأسبوع ومنهم من يحضر مرة كل 3 أسابيع، فكيف أتصرف؟ وكيف أغرس فيهم قيمة كونهم عبادا لله قائمين على حماية دينه، فالمسجد وإدارته والأهالي والأطفال يرحبون بالأمر، ساعدوني في هذه القضية وقضية تربية النشء في المسجد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعليك أن تسدد وتقارب وتبذل وسعك في تربية هؤلاء النشء، وتجتهد في الدعاء والابتهال إلى الله تعالى في صلاحهم، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف يشاء، وأما الأولويات فأولى ما يتعلمه النشء هو معنى لا إله إلا الله وأن العبادة لا تصرف إلا له سبحانه، إذ لا ينفع ويضر ويعطي ويمنع إلا هو وحده لا شريك له، ثم تعلمهم الوضوء والصلاة وما يجب وجوبا عينيا على كل مكلف، وتعلمهم مكارم الأخلاق من الحلم والصفح والكرم والشجاعة والحياء ونحو ذلك، واستعن على ذلك بأهل الخير من المعنيين بتربية النشء، وكن قدوة صالحة لهم، فإن للقدوة أعظم الأثر في التربية وعلمهم بالأسلوب السهل الذي يفهمونه سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مبينا لهم أنه ما عاش إلا لله تعالى وأن كل أقواله وأفعاله كانت لله سبحانه وحده لا شريك له ممتثلا قوله تعالى: قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {الأنعام:162}.

واذكر لهم بالأسلوب الذي يفهمونه طرفا من قصص الصحابة والتابعين وبذلهم في سبيل نصرة هذا الدين وأنه كان أهم شيء بالنسبة لهم، فإذا تبين لهم أن خير جيل وهم الصحابة إنما عاشوا لإعلاء كلمة الله وإقامة دين الله كان هذا راسخا في نفوسهم مستقرا في قلوبهم فرجي أن يقتدوا بهم في ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني