الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انتقال المرأة من مصلاها بسبب صوت التلفاز هل يحرمها أجر العمرة والحجة؟

السؤال

في جلسة الضحى -لأخذ ثواب عمرة وحجة تامة- بعد صلاة الفجر يأتي والدي ويشاهد التلفاز قرب المكان الذي أجلس فيه، وأنا لا أرى التلفاز؛ لأني أمامه، ولكن صوته يكون عاليًا جدًّا، فأكون غاضبة جدًّا؛ مما يجعلني أجلس في مكان آخر، مع أني أعلم أن شروط هذه الجلسة أن يجلس الإنسان في نفس المكان الذي صلى فيه الفجر، ويصلي بعد ذلك فيه الضحى، فما الحل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد روى الطبراني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صلى صلاة الغداة في جماعة، ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم قام فصلى ركعتين، انقلب بأجر حجة وعمرة. قال الألباني: إسناده جيد.

ونحوه عند الترمذي بلفظ: من صلى الصبح في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تامة، تامة، تامة.

والحديث بعمومه شامل للمرأة إذا صلت الصبح في جماعة؛ وراجعي الفتوى رقم: 144643.

ثم إنا نهنئك على حرصك على نيل هذا الثواب العظيم، ونؤكد على أنك إذا انصرفت من مكان جلوسك إلى مكان آخر، مع اشتغالك بالذكر حتى صلاة ركعتين, فإنه يكتب لك الثواب الوارد في الحديث السابق بناء على ما ذكره بعض أهل العلم.

جاء في مرقاة المفاتيح لعلي القاري: من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله»، أي: استمر في مكانه، ومسجده الذي صلى فيه، فلا ينافيه القيام لطواف، أو لطلب علم، أو مجلس وعظ في المسجد، بل وكذا لو رجع إلى بيته واستمر على الذكر، «وحتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين»: قال الطيبي: أي: ثم صلى بعد أن ترتفع الشمس قدر رمح، حتى يخرج وقت الكراهة، وهذه الصلاة تسمى صلاة الإشراق، وهي أول الضحى. انتهى.

لكن ينبغي لك نصح أبيك بعدم إزعاجك بمشاهدة التلفاز في هذا الوقت, وأن يقبل على ما ينفعه في دنياه أو أخراه من كل مفيد نافع, مع الحرص على أن تكون نصيحتك بحكمة، ورفق بعيدًا عما يؤذي أباك, أو يؤدي إلى شحناء بينكما, نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني