الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم نشر مقاطع دينية على اليوتيوب دون استئذان

السؤال

عندي قناة في اليوتيوب، وأنشر فيها مقاطع دينية، ولكني آخذها من قنوات أخرى، فهل هذه سرقة؟ وإذا كان من آخذ منهم المقاطع لا يمتلكون حقوق نشرها، فممن أستأذن؟ وقد نشرت مقاطع كثيرة دون استئذان، فهل أحذف قناتي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فشكر الله سعيك، وزادك حرصًا على الخير، واعلمي أن الذي يُمنع نشره دون إذن هي المواد التي لها حقوق ابتكار، أو تأليف، أو نشر، أو نحوها، ويمنع أصحابها من نشرها، فهذه التي لا يجوز نشرها دون إذن من صاحب الحق، فإن الأصل أن حقوق الابتكار، والتأليف، ونحوها من الحقوق المعنوية مملوكة لأصحابها، لا يجوز التعدي عليها، وهو الذي صدر به قرار مجمع الفقه الإسلامي، كما سبق في الفتوى رقم: 9797.

لكن المواد التي لم يعلم، أو يغلب على الظن بقرائن الأحوال أنها محفوظة الحقوق، فلا بأس بنشرها دون إذن، كما في الفتوى رقم: 251932.

وكذلك، فمجرد رفع مقاطع لدروس العلماء، وتلاوات القرآن الكريم، ونحوها على اليوتيوب، لا يجعل لصاحب القناة ملكية للمادة الموجودة في المقطع، فلو كان لمثل هذه المقاطع حقوق ابتكار فهي للعلماء، أو القراء، وليس لرافع المقطع.

فالحاصل: أن الذي يلزمك حذفه هو المواد التي لها حقوق ملكية، وعلمت، أو غلب على ظنك بالقرائن، منع مالك حقوقها من نشرها، وأما عداها فلا يجب عليك حذفها.

وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 140987.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني